صحة الطفل

ضرب الأطفال

العنف ضد الأطفال: 

يلجأ كثير من الآباء إلى  ضرب أطفالهم ظناً منهم أنهم يفعلون الصواب في حال أخطأ الطفل، واستحق بذلك العقوبة،

ولكنهم لا يعلمون أن لذلك السلوك المتهور والغاضب والذي قد يصدر عن غير وعي منهم آثار سلبية مدمرة تعود عليهم بالعديد من المشكلات.

ضرب الأطفال

يُعرف بأنه التعدي عليه في سن مبكرة بطرق وأساليب مختلفة مثل ضربه على رأسه أو على وجهه

أو على يديه وقدميه أو ظهره وعلى كافة أماكن جسده، ويتم عادةً عندما يكون الوالدين في حالة غضب شديد ولا يعيان ما يفعلانه،

وقد يتعرض الطفل للضرب من قبل أجداده أو اعمامه أو أي شخص مسؤول عنه وحتى من قبل المعلمين.

أضرار ضرب الأطفال الجسدية

عندما يتعرض الطفل للعنف من قبل أحد الكبار فإنه ينتج عن ذلك العديد من الأضرار الجسدية وهي كالتالي:

  • أثره على الأعصاب الحساسة: حيث إنه يوجد في وجه الطفل العديد من الأعصاب الحساسة والتي تتأثر بشكل سلبي بسبب الصفع الشديد والضرب على كافة أنحاء الوجه.

  • التأثير على مركز الأعصاب في الرأس: ويحصل ذلك عندما يتعمد أحد الأبوين صفع الطفل على رأسه،                                                                     مما يؤثر على العصب الحسي في رأس الطفل الذي يتحكم بكافة أعضاء الجسم، مثل أن يتسبب له بالعديد من الأمراض العصبية على المدى البعيد مثل الزهايمر.

  • ضرره على وظائف المخ عند الطفل: مثل الإدراك والذكاء وقدرات الفهم والاستيعاب، مما يؤثر على تقدمه وتحصيله الدراسي.

  • الإصابة بنزيف في الدماغ:  ويحصل ذلك عندما يتم ضرب الطفل بصورة عنيفة مما يتسبب بإصابته بنزيف في الدماغ يؤثر على نموه العقلي وقد يؤدي إلى الوفاة.

  • تعرض الطفل للأذى الشديد: وذلك عند قيام أحد الوالدين برمي أحد الأشياء الثقيلة على الطفل وبالتالي التسبب بكسر أحد عظامه أو إصابته في عينه أو وجهه ورأسه حتى دفعه وارتطامه بأحد الأدوات الحادة.

اقرأ أيضًا: الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين.

أضرار ضرب الأطفال النفسية

هنالك العديد من الأضرار النفسية التي تنجم عن ضرب الأطفال وخاصة عندما يكون متكررًا في حياتهم وفيما يلي أبرز تلك الأضرار:

  • الخوف الشديد: قد يشعر به الطفل نتيجةً لسوء المعاملة  من قبل والديه وخاصة عندما يتفاجأ بقدومهما عليه وممارسة العنف عليها.

  • فقدان الثقة في الوالدين:  خاصة وأنه سيشعر بأن والديه سيقومان بضربه في أي وقت فلا يعود لديه ثقة بهما ويتجنبها في كافة الأحوال.

  • يشعر الطفل بأنه غير محبوب وغير مرغوب به: وذلك لأن أغلب الآباء لا يفسرون سبب سلوكهم ذلك، وإنما يقومون بضرب الطفل دون مبرر ودون توضيح.

  • فقدان ثقة الطفل بنفسه: خاصة عندما يذهب للمدرسة فيكون ضعيف الشخصية بين أقرانه خائفا مترددًا يشعر بالضعف مقابل أي شخص يتحدث إليه.

الأضرار العاطفية لضرب الأطفال:

قد يتعرض الطفل العديد من الأضرار العاطفية والتي يكون السبب فيها الضرب المتكرر لهم من قبل الكبار، وهي كالتالي:

  • الشعور بعدم حب والديه له: يشعر الطفل الذي يتعرض للضرب من قبل الوالدين أن والديه لا يحبونه ولا يرغبان به.

  • فقدان الطفل إحساسه بالراحة بالقرب من والديه: فالآباء الذين يعرضون أطفالهم للضرب،
    لا يكونون مصدرًا للراحة والأمان لهم وإنما يتسببون لهم بالقلق والتوتر والخوف.

  • التسبب بكراهية الطفل لوالديه: يكره الأطفال المعنفين والديهم وينفرون منهم خاصة عندما يكبرون؛
    فلا تعود هناك بينهم أي عاطفة وإنما يتولد بينهم الكره الشديد والحقد فهم أفقدوه كرامته وطفولته.

  • عدم قدرة الطفل على التعبير عما في داخله: يفقد الأطفال المعنفين القدرة على التعبير عما في داخلهم والشرح ما يجول في خواطرهم؛
    فهم يعانون لوحدهم ولا يستطيعون التحدث خوفا من المعايرة أو خوفًا من التعرض للضرب مرة أخرى من قِبل ذويهم.

الضرر الاجتماعي لضرب الاطفال:

الأضرار النفسية لضرب الطفلعندما يتعرض الأطفال للضرب فإن ذلك يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية ومكانتهم فيما بين الناس

وفيما بين أقرانهم وفيما يلي أبرز الأضرار الاجتماعية لضرب الاطفال:

  • الانعزال عن المجتمع والابتعاد عن مواجهة أقرانه والناس.

  • الشعور بالألم والحقد خاصّة عندما يرى آباءً آخرين يلعبون مع أطفالهم بمحبة.

  • الشعور بالرغبة في الانتقام من ذلك الطفل الذي يلعب مع والديه،

    فهو لا يعلم بماذا يختلف عنه كما أن الطفل المعنف يشعر بالرغبة في الانتقام من أبويه.

الضرر الفكري لضرب الاطفال

يتسبب ضرب الأطفال بأذى فكري لهم إذ يصبح لديهم اعتقادات خاطئة عما قد يسبب الغضب من كلا الوالدين،

والتالية بعض الأضرار الفكرية التي قد تصيب الطفل:

  • الكسل وقلة الحركة: وفي هذه الحالة يشعر الطفل أنّ قيامه بأي عمل يمكن أن يتسبب له بالأذى والضرب

    لذا فإنه يتوقف عن فعل أي شيء يرغب بالقيام به.

  • عدم تحمل مسؤوليه اي شيء: حتى ترتيب غرفته؛ فهو يظن أنه ليس بوسعه القيام بشيء وأنه ضعيف

    غير قادر على تحمل أي مسؤولية، وأنه لو قام بوضع لعبة في مكانها غير الصحيح سيتعرض للضرب.

  • التردد: اعتقاده بأنه شخص عديم الفائدة وأنه لا يصلح لعمل أي شيء يجعل منه شخصًا خائفًا مترددًا لا يقوى على فعل شيء.

 

تأثير الضرب على علاقة الطفل بوالديه:

علاقة الطفل المعنف بوالديه

قد تصاب العلاقة بين الطفل ووالديه بشرخ عظيم لا يمكن شفائه، خاصة عندما يكون الطفل قد تعرض للضرب والأذى لفترة طويلة من الوقت،

يبدأ الطفل في معاملة والديه معاملةً سيئة مليئة بالقسوة والعنف والعدوان،

خاصه في فتره الشباب فهو يشعر أن في داخله غضبًا لا يهدأ و بركانا لا ينطفئ،

كما أن ذلك العنف قد يؤثر عليه مستقبلًا كرب أسرة ومسؤول، سواءٌ أكان الطفل ولدًا أو بنتا،

وبالتالي سينتج عن سلوكياته تلك أسرة جديدة تعاني من التعنيف والضرب،

إذ يكرر سلوكيات والده التي كان يرفضها كما يصبح لديه الرغبة في تفريغ ما في داخله على سواه حتى لو كانوا أبنائه،

وينتج عن ذلك مجتمع مليء بالعقد النفسية والأمراض والمشكلات والتي قد ينجم عنها العديد من الحوادث

مثل الجرائم والتعنيف والقتل وكل ما يمكن أن نسمع عنها.

بدائل ضرب الأطفال:

 
 
التربية السليمة
تربية سليمة

هنالك العديد من العقوبات التي يمكن استخدامها كبدائل لضرب الأطفال، وتكون عبارة عن عقوبات مناسبة لأعمارهم و للأخطاء التي قاموا بها،

كما يكون أثرها النفسي أقل ضررًا من الضرب، وفيما يلي أبرز تلك البدائل:

  • عدم توبيخ الطفل وإهانته أمام الآخرين: مما يعزز ثقته بنفسه ويجعله قادرًا على التمييز بين الصواب والخطأ.

  • عدم الإسراف في تدليله: وإنما ينبغي معاملته معاملة جيدة، تتناسب وكونه طفل صغير يستطيع تفهم ما يدور حوله.

  • مراعاة ضعف الطفل:  وتقويم سلوكياته ودعمه وتطوير مهاراته وقدراته العلمية وتشجيعه على القيام بكل ما يمكنه القيام به.

  • مساعدة الطفل على الاندماج مع أقرانه: ومشاركتهم في الأعمال الفنية والألعاب والأدوار التمثيلية في المدرسة أو النادي، مما يعزز من ثقته بنفسه.

  • فتح باب الحوار بين الطفل ووالديه: مع الحرص على استخدام أسلوب الحوار مع الطفل، واللجوء الى الثواب حينًا وإلى العقاب حينًا آخر.

  • التوقف الفوري عن ضرب الأطفال: والحرص على أخذ الأطفال إلى الطبيب النفسي وعرض الحالة عليه؛

    لاستدراك الضرر الذي قد يؤثر عليه مستقبلا وهذا ليسَ بالشيء المستحيل.

  • التعرف إلى أفضل أساليب معاملة الأطفال: وذلك بقراءة الكتب، أو اللجوء إلى الاستشاريين النفسيين

    أو إلى المرشدين في المدرسة التي يدرس فيها الطفل،
    أو عند أقرب طبيب أو حتى متابعة بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تعرض محاضرات تدريبية مجانية،

    مساق أسس التربية السليمة مقدم من منصة إدراك

    ولا ننسى أنّ الأطفال أمانة في أعناق آبائهم ينبغي صونها والمحافظة عليها.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوع ضرب الأطفال الذي تناول العديد من الأمور الهامة والآثار السلبية حول سوء معاملة الأطفال،

والتي قد تتعدد ما بين اجتماعية ونفسية وصحية وجسدية، كما تناولنا مجموعة من النصائح حول معاملة الأطفال من قِبل ذويهم.

 
إقرأ المزيد:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى