سرطان البروستاتا هو نوع من أنواع سرطان الغدد التناسلية الذكرية.
يطور سرطان البروستاتا عندما يبدأ خلايا البروستاتا في النمو بشكل غير
طبيعي وغير مسيطر عليه. يُعتبر هذا السرطان الأكثر شيوعًا بين الرجال،
وعادةً ما يظهر بشكل أكبر في الرجال الذين تجاوزوا سن الأربعين وخاصةً الذين تجاوزوا سن الستين.
اعراض سرطان البروستاتا:
الأعراض قد تكون غير واضحة في المراحل المبكرة وقد لا تظهر إلا في مراحل متقدمة من المرض. ومع ذلك، هناك بعض
الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود هذا السرطان :
1. صعوبة التبول: قد تشعر بصعوبة في بدء التبول أو في التحكم في تدفق البول.
2. زيادة التبول: قد تشعر بحاجة متكررة للتبول، خاصةً في الليل (حالة تعرف بالاستيقاظ الليلي المتكرر للتبول).
3. ضعف التدفق البولي: قد يكون لديك تدفق بول ضعيف، حيث يستغرق وقتًا أطول لإفراغ المثانة.
4. ألم أثناء التبول: قد تشعر بألم أو حرقة أثناء التبول.
5. وجود الدم في البول أو السائل المنوي.
6. ألم في منطقة الحوض أو الظهر: قد يصاحب سرطان البروستاتا ألمًا في منطقة الحوض أو الظهر.
يجب ملاحظة أن هذه الأعراض ليست بالضرورة مؤشرًا على وجود سرطان
البروستاتا، فقد تكون مرتبطة بأمراض أخرى غير خطيرة. إذا كنت تعاني من
أي من هذه الأعراض أو تشك في وجود مشكلة في البروستاتا، فمن
الأفضل استشارة الطبيب لإجراء التقييم والتشخيص.
أسباب وعوامل سرطان البروستاتا:
هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
ومع ذلك، لا يعني وجود هذه العوامل أن الشخص سيطور بالضرورة سرطان
البروستاتا. من بين العوامل المحتملة للخطر تشمل:
1. العوامل العائلية والوراثية: إذا كان لديك أحد أفراد عائلتك المباشرة (الأب
أو الأخوة) يعاني من سرطان البروستاتا، فقد يكون لديك خطر أعلى من
تطوير المرض. وتشير الدراسات إلى أن وجود تغيرات جينية معينة يمكن أن
يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
2. العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا مع التقدم في العمر.
عادةً ما يكون الإصابة بالسرطان شائعًا بين الرجال الذين تجاوزوا سن الأربعين
وخاصةً الذين تجاوزوا سن الستين.
3. العرق: يعتبر الرجال من أصول إفريقية أو أفريقية أمريكية أو الرجال
الأمريكيين الأصليين لهم خطر أعلى على الإصابة بسرطان البروستاتا.
4. التغذية: تشير بعض البحوث إلى أن نظام غذائي غني بالدهون المشبعة
وفقير بالألياف قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
5. التاريخ الطبي للتهاب البروستاتا: قد يزيد التاريخ السابق للتهاب البروستاتا من خطر الإصابة به .
6. العوامل البيئية: هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن التعرض
المطول للمواد الكيميائية المعينة أو الملوثات البيئية قد يزيد من خطر
الإصابة بسرطان البروستاتا. ومع ذلك، لا تزال هذه العلاقة قيد البحث والدراسة.
مع زيادة عوامل الخطر، يجب أن يكون الوعي الصحي والفحوصات
المنتظمة للبروستاتا جزءًا من الرعاية الصحية للرجال، خاصةً بعد سن
الأربعين. ينصح بمراجعة الطبيب للحصول على تقييم شخصي وتوجيهات بناءً على العوامل الفردية.
تشخيص سرطان البروستاتا:
تشخيص سرطان البروستاتا يتطلب عدة خطوات واختبارات مختلفة.
إليكم بعض الطرق الشائعة المستخدمة في التشخيص :
1. اختبار مستوى البروستاتا-سبسيفيك أنتيجين (PSA): يقوم هذا الاختبار
بقياس مستوى البروستاتا-سبسيفيك أنتيجين في الدم. ارتفاع مستوى
PSA يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود مشكلة في البروستاتا، بما في
ذلك سرطان البروستاتا. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن ارتفاع مستوى PSA
لا يعني بالضرورة الاصابة، وقد يكون نتيجة لأسباب أخرى.
2. الفحص الشرجي الرقمي: يتم خلاله تقييم حجم وشكل البروستاتا عن
طريق إدخال إصبع مغطى بالقفاز في المستقيم. قد يشعر الطبيب
بوجود تغيرات غير طبيعية في الحجم أو الشكل التي يمكن أن تشير إلى وجود سرطان البروستاتا.
3. المعاينة بواسطة التصوير بالموجات فوق الصوتية (الأمواج فوق
الصوتية): يستخدم هذا الفحص للحصول على صور مفصلة للبروستاتا
باستخدام الموجات الصوتية. يمكن للأمواج الصوتية أن تساعد في
اكتشاف التغيرات في الحجم أو الشكل أو وجود تكتلات في البروستاتا.
4. الفحص بواسطة التصوير المقطعي بالمحاور المتعددة (CT أو MRI):
يمكن استخدام هذه التقنيات للحصول على صور مفصلة ثلاثية الأبعاد
للبروستاتا والأنسجة المجاورة. يمكن أن يساعد هذا الفحص في تحديد حجم ونشاط الأورام المحتملة.
5. الفحص النسيجي (البيوبسي): قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية
صغيرة لأخذ عينة من الأنسجة المشتبه فيها في البروستاتا. يتم تحليل العينة في المختبر لتحديد وجود خلايا سرطانية.
يجب على الرجال الذين يشتبه في إصابتهم بسرطان البروستاتا استشارة
طبيبهم للحصول على تقييم دقيق وتوجيه مناسب. يُعتبر الكشف المبكر
عن سرطان البروستاتا أمرًا هامًا لزيادة فرص العلاج الناجح.
تدريج سرطان البروستاتا:
يتم استخدام نظام تدريج يسمى نظام Gleason لتقييم العدوى والتحديد
النسيجي للسرطان في البروستاتا. يتم التحديد بناءً على مظهر الخلايا
السرطانية في عينات الأنسجة المأخوذة من البروستاتا خلال عملية البيوبسي.
نظام Gleason يتراوح من 2 إلى 10، حيث يتم تصنيف السرطان بناءً على
تشابه الخلايا السرطانية مع النسيج الطبيعي. تُعتبر الدرجات الأعلى أكثر
تجاوبًا وتشابهًا مع النسيج الطبيعي. وفيما يلي توضيح للتدرجات المختلفة في نظام Gleason:
– درجة Gleason 6 أو أقل: يعتبر سرطانًا منخفض الدرجة وعادةً يكون بطيئ النمو.
– Gleason 7: يمكن أن تكون منتصبة من درجتين Gleason مختلفتين،
مثل 3+4 أو 4+3. يشير هذا إلى وجود خلية سرطانية تشابه النسيج الطبيعي بشكل معتدل إلى متوسط.
– Gleason 8 و 9: تشير إلى وجود خلايا سرطانية غير طبيعية بشكل ملحوظ وتشابه محدود مع النسيج الطبيعي.
– درجة Gleason 10: تعتبر الدرجة الأعلى وتشير إلى وجود خلايا سرطانية
غير طبيعية بشكل كبير وعدم وجود تشابه مع النسيج الطبيعي.
يستخدم نظام Gleason لتحديد خطورة وتوسع السرطان وتوجيه الخيارات
العلاجية المناسبة. قد يستخدم الأطباء أيضًا معلومات أخرى مثل نتائج
اختبار PSA والتصوير الطبقي المحوسب (CT) والرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد مرحلة السرطان وتقييم انتشاره في الجسم.
علاج سرطان البروستاتا:
يعتمد العلاج على عدة عوامل، بما في ذلك المرحلة والدرجة والعمر
والصحة العامة للمريض. قد تشمل خيارات العلاج التالية:
1. المراقبة النشطة: في حالة سرطان البروستاتا ذو درجة منخفضة
وبطيء النمو، يمكن أن يوصي الأطباء بالمراقبة النشطة. يتضمن ذلك
إجراء فحوصات منتظمة لمستوى PSA والفحص الشرجي الرقمي
والتصوير الطبقي المحوسب (CT) والرنين المغناطيسي (MRI). إذا تطور
السرطان، يمكن الانتقال إلى خيارات العلاج الأخرى.
2. الجراحة: يمكن إجراء عملية استئصال البروستاتا بالكامل (الاستئصال
الكلي للبروستاتا)، وهي تعرف بالبوصلة الجراحية (Radical
Prostatectomy). يمكن أن يتم الجراحة بواسطة قطعة طبية تقوم
بإزالة البروستاتا عبر جرح في البطن أو بواسطة الروبوت المساعد
(Robot-assisted Prostatectomy) التي تستخدم أدوات جراحية دقيقة.
3. العلاج الإشعاعي: يمكن استخدام هذا العلاج لتدمير خلايا السرطان
في البروستاتا. يمكن أن يتم بواسطة الأشعة الخارجية التي تستهدف
من خارج الجسم أو بواسطة العوامل المشعة المغلفة(Brachytherapy) التي تضع المواد المشعة في البروستاتا.
4. علاج هرموني: يستخدم هذا العلاج لتقليل مستوى الهرمونات
الذكرية (التستوستيرون)، والتي تغذي نمو سرطان البروستاتا. يمكن
استخدام العقاقير المانعة لإنتاج التستوستيرون أو الجراحة لإزالة
الخصيتين (البالية).
5. العلاج الدوائي المستهدف: يتضمن استخدام الأدوية التي تستهدف
تحديد الجينات أو البروتينات المتواجدة في خلايا سرطان البروستاتا لتثبيط
نموها وانتشارها.
يجب على المريض مناقشة الخيارات المتاحة مع الفريق الطبي المعالج
لتحديد العلاج الأنسب لحالته الخاصة. قد يتم استخدام أكثر من طريقة
علاج مشتركة لتحقيق أفضل نتائج.
الوقاية من سرطان البروستاتا:
هناك عدة إجراءات يمكن اتخاذها على الرغم من أنه لا يمكن تجنب
الإصابة بالسرطان بشكل كامل، إلا أن هذه الخطوات يمكن أن تساعد
في تقليل خطر الإصابة به:
1. النظام الغذائي الصحي: تناول نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل
الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والبروتينات النباتية والدهون
الصحية، وتقليل تناول الدهون المشبعة والمعالجة واللحوم الحمراء.
2. ممارسة النشاط البدني: قم بممارسة النشاط البدني بشكل منتظم،
مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة أو السباحة. ينصح بممارسة
النشاط البدني لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع.
3. الحفاظ على وزن صحي: حافظ على وزن صحي وتجنب السمنة. السمنة
قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
4. الامتناع عن التدخين: يرتبط التدخين بزيادة خطر الإصابة بسرطان
البروستاتا وأمراض أخرى. إذا كنت مدخنًا، فحاول الإقلاع عن التدخين.
5. فحص البروستاتا المنتظم: يوصى بإجراء الفحص المنتظم للكشف
المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية في الغدة. يجب استشارة الطبيب
لتحديد التوقيت المناسب للفحص وفقًا للعوامل الشخصية.
6. الحد من التعرض للمواد الكيميائية الضارة: قد يزيد التعرض المهني
المطول للمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الضارة من خطر الإصابة
بسرطان البروستاتا. يجب اتباع إرشادات السلامة والوقاية المهنية
المعتمدة للتقليل من التعرض لهذه المواد.
تذكر أنه على الرغم من اتخاذ هذه الإجراءات الوقائية، قد تظل هناك
احتمالية للإصابة بسرطان البروستاتا. لذا، من الأهمية بمكان إجراء فحوصات منتظمة.
المصادر:
قد يهمك:
الوسوم
السرطان
تعليق واحد