سكري الحمل، المعروف أيضًا بالسكري الحملي أو السكري الوحمي ، هو
حالة تتطور خلال فترة الحمل عند بعض النساء اللواتي لم يكن لديهن سابقًا
تشخيص سكري النوع 1 أو سكري النوع 2. يحدث سكري الحمل عندما يفشل
جسم المرأة الحامل في إنتاج كمية كافية من الأنسولين أو استخدامها بصورة فعال.
خلال فترة الحمل، تزيد الاحتياجات الطبيعية للجسم للأنسولين، وهو هرمون
يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم. عندما يكون هناك عجز في
الإفراز الطبيعي للأنسولين أو عندما يكون جسم المرأة غير قادر على
استخدام الأنسولين بشكل فعال، فإن مستويات السكر في الدم ترتفع،
وهذا يعتبر حالة سكري الحمل.
يُعتبر سكري الحمل حالة مؤقتة لدى معظم النساء، وغالبًا ما تعود
مستويات السكر في الدم إلى الطبيعة بعد الولادة. ومع ذلك، يعد عامل خطر
لتطوير سكري النوع 2 في المستقبل، لذا ينصح بإجراء فحوصات منتظمة
للسكر في الدم بعد الولادة وخلال الفترة اللاحقة للحمل.
اعراض سكري الحمل:
وقد تشمل هذه الأعراض:
1. عطش زائد: قد تشعر المرأة بالعطش المفرط والرغبة في شرب كميات كبيرة من الماء.
2. التبول المتكرر: قد تلاحظ المرأة زيادة في عدد مرات التبول خلال اليوم،
وذلك بسبب زيادة مستويات السكر في الدم.
3. زيادة الجوع: قد تشعر المرأة بالجوع المفرط ورغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام.
4. التعب والإرهاق: قد تشعر المرأة بالتعب والإرهاق الزائد بسبب عدم قدرة
الجسم على استخدام السكر بكفاءة.
5.زيادة في الوزن: قد تشهد المرأة زيادة في الوزن بشكل سريع وغير طبيعي خلال فترة الحمل.
6. ضعف الرؤية: قد تعاني المرأة من ضعف في حدة الرؤية أو ضبابية الرؤية.
7. التهابات المهبلية المتكررة: يمكن أن يكون لارتفاع مستويات السكر في
الدم تأثير على توازن البكتيريا في المهبل، مما يزيد من احتمالية حدوث التهابات.
ومع ذلك، فإن الكثير من النساء اللواتي يعانين من سكري الحمل لا يظهر
عليهن أي أعراض واضحة. لذا، يعتبر فحص سكر الدم خلال فترة الحمل جزءًا
مهمًا من رعاية الحمل.
اقرأ المزيد: هل سمعت عن تسمم الحمل ؟
أسباب وعوامل خطر سكري الحمل:
هناك عدة أسباب وعوامل خطر محتملة . ومن بين هذه الأسباب والعوامل :
1. العوامل الهرمونية: خلال فترة الحمل، تتغير مستويات الهرمونات في
جسم المرأة، وخاصة هرمون الاستروجين والبروجستيرون. هذه التغيرات
الهرمونية يمكن أن تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل
فعال، مما يزيد من خطر حدوثه .
2. التاريخ العائلي: إذا كان لديك أفراد في العائلة مصابون بسكري النوع 2،
فقد تكون لديك ميول وراثية لتطويره .
3. السمنة: الوزن الزائد أو السمنة قد يزيد من خطر حدوث سكري الحمل. يعتبر
السمنة عاملاً خطراً مستقلاً للإصابة به.
4. التاريخ السابق للسكري الحملي: إذا كنت قد أصبت بسكري الحمل في
الحمل السابق، فقد تكون عرضة لتطويره في الحمل اللاحق.
5. التاريخ السابق للولادة لطفل كبير الحجم: إذا كان لديك تاريخ سابق للولادة
لطفل يزيد وزنه عن 4 كيلوغرامات (9 رطل)، فقد تكون عرضة لتطويره في الحمل اللاحق.
6. الاضطرابات الهرمونية الأخرى: بعض الاضطرابات الهرمونية الأخرى، مثل
متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، يمكن أن تزيد من خطر حدوثه .
7. التاريخ السابق للإجهاض المتكرر: إذا كنت قد خضعت لإجهاض متكرر في
الماضي، فقد تكون عرضة لتطويره .
8. العمر المتقدم: يزداد خطر حدوثه مع التقدم في العمر.
مع وجود أحد هذه العوامل أو اثنتين أو أكثر، يزداد خطر تطويره .
ومع ذلك، يمكن لأي امرأة حامل أن تعاني من سكري الحمل حتى بدون
وجود أي عوامل خطر. لذا، يجب على النساء الحوامل إجراء فحص سكر الدم
المنتظم ومتابعة حالتهن من قبل فريق طبي مختص.
مضاعفات سكري الحمل:
قد يؤدي إلى عدد من المضاعفات إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. ومن بين المضاعفات المحتملة:
1. ولادة طفل كبير الحجم: ارتفاع مستويات السكر في الدم قد يؤدي إلى
زيادة نمو الجنين، مما يزيد من احتمالية ولادة طفل كبير الحجم
(Macrosomia). وهذا يمكن أن يزيد من مخاطر المضاعفات أثناء الولادة،
مثل صعوبة مرور الطفل عبر المهبل وحاجة للمساعدة في الولادة بواسطة ولادة قيصرية.
2. ارتفاع ضغط الدم: قد يزيد سكري الحمل من خطر ارتفاع ضغط الدم خلال
الحمل (ارتفاع ضغط الدم الحملي). وهذا يمكن أن يزيد من مخاطر
مضاعفات صحية للأم والجنين، مثل ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل (ارتفاع
ضغط الدم التأسيسي) والتسمم الحملي.
3. اضطرابات التوازن السكري بعد الولادة: قد يزول سكري الحمل بعد
الولادة، ولكن يزداد خطر تطور سكري النوع 2 في المستقبل. بعض النساء
اللواتي يعانين من سكري الحمل قد يظل لديهن مشاكل في التوازن
السكري بعد الولادة، ويحتاجن إلى رعاية ومتابعة طبية مستمرة.
4. خطر تطور سكري النوع 2 في المستقبل: النساء اللواتي يعانين من سكري
الحمل يمثل لديهن خطر أعلى لتطوير سكري النوع 2 في المستقبل. قد
يتطلب ذلك إجراء تغييرات في نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي وممارسة
الرياضة بانتظام للوقاية من تطور سكري النوع 2.
تهدف المتابعة الطبية الجيدة والسيطرة على مستويات السكر في الدم أثناء
الحمل إلى الحد من هذه المضاعفات وتعزيز صحة الأم والجنين. يجب أن
تتعاون المرأة مع فريق الرعاية الصحية المختص للتعامل مع سكري الحمل
والحفاظ على صحة جيدة خلال فترة الحمل.
تشخيص سكري الحمل:
تشخيصه يتم عادة من خلال إجراء اختبار سكر الدم خلال فترة الحمل. هناك
عدة طرق لتشخيصه ، وتختلف التوجيهات والاختبارات من بلد لآخر وحسب
الممارسة الطبية المعتمدة. ومع ذلك، العملية الشائعة لتشخيص سكري
الحمل تشمل الخطوات التالية:
1. اختبار السكر الحملي بالجلوكوز (OGTT): يتم إجراء هذا الاختبار عادة في
الأسبوع الـ 24-28 من الحمل. يتم إعطاء المرأة محلول جلوكوز مركز بعد
صيام لمدة 8 ساعات، ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم قبل تناول
المحلول وبعد 1 ساعة و2 ساعة من تناوله. إذا كانت القراءات تفوق القيم
المحددة، فيعتبر التشخيص إيجابيًا لسكري الحمل.
2. السكر في الدم عشوائي: يتم قياس مستوى السكر في الدم بشكل
عشوائي خلال اليوم، بغض النظر عن مدة الصيام. إذا كان مستوى السكر
في الدم يفوق القيم المحددة، فقد يشير ذلك إلى سكري الحمل.
3. اختبار السكر في البول: قد يتم طلب عينة من البول لفحص مستوى السكر
فيها. ومع ذلك، فإن هذا الاختبار غير دقيق بما يكفي لتشخيص سكري
الحمل بمفرده، وعادة ما يتم استخدامه كاختبار تكميلي.
يجب على النساء الحوامل استشارة الطبيب المتخصص لتحديد الاختبارات
المناسبة واتباع التوجيهات المحددة في بلدهن. يُنصح بإجراء الفحوصات
المنتظمة لمستوى السكر في الدم خلال فترة الحمل للكشف المبكر عن
سكري الحمل وضبط مستويات السكر بشكل صحيح.
علاج سكري الحمل:
علاجه يهدف إلى السيطرة على مستويات السكر في الدم والحفاظ على
صحة الأم والجنين. يتضمن العلاج عادة التغييرات في نمط الحياة والتغذية
الصحية، وفي بعض الحالات قد يكون العلاج الدوائي ضروريًا.
يُشرف على العلاج عادة فريق طبي متخصص يتضمن الأطباء والممرضات
وأخصائي التغذية. وفيما يلي بعض النصائح العامة لعلاج سكري الحمل:
1. التغذية الصحية: ينصح باتباع نظام غذائي متوازن وصحي يشمل تناول
وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم. يفضل تناول الكربوهيدرات المعقدة
مثل الحبوب الكاملة والخضروات، وتجنب السكريات البسيطة والمشروبات
الغازية والأطعمة العالية بالدهون المشبعة. قد يكون من الضروري مراقبة
كميات الكربوهيدرات المتناولة وتوزيعها على مدار اليوم.
2. ممارسة النشاط البدني: يُنصح بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة
بانتظام، وفقًا لتوجيهات الطبيب المعالج. يمكن للنشاط البدني المنتظم
المساعدة في تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم.
3. مراقبة مستويات السكر في الدم: يجب مراقبة مستويات السكر في الدم
بانتظام باستخدام جهاز قياس الجلوكوز المنزلي. يتم توجيه النساء الحوامل
عادة حول الأوقات المثلى لقياس السكر في الدم والنطاقات المستهدفة للمستويات.
4. العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يحتاج الأطباء إلى وصف الأدوية
للمساعدة في تنظيم مستويات السكر في الدم. وعادة ما يكون الأدوية
الفموية هي الخيار الأول، وفي بعض الحالات الأكثر تعقيدًا قد يتطلب استخدام الأنسولين.
يجب على النساء الحوامل العمل بشكل وثيق مع فريق الرعاية الصحية
لتحديد العلاج المناسب ومتابعة التطورات. يُعتبر الالتزام بالخطة العلاجية
والمتابعة الدورية للفحوصات الطبية جزءًا مهمًا من إدارة سكري الحمل.
الوقاية من سكري الحمل:
هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية منه أو للحد
من خطر الإصابة به. وفيما يلي بعض النصائح العامة للوقاية :
1. الحفاظ على وزن صحي: السمنة وزيادة الوزن قد تزيد من خطر الإصابة
بسكري الحمل. حاول الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل واستشر طبيبك
لتحديد الوزن المثالي ووضع خطة للحفاظ عليه.
2. التغذية الصحية: اتبع نظام غذائي صحي ومتوازن قبل وأثناء الحمل. قلل
من تناول السكريات البسيطة والمشروبات الغازية والأطعمة المصنعة. اختر
الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه الطازجة.
3. ممارسة النشاط البدني: ابقى نشطًا وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
يُعتبر النشاط البدني المنتظم والمعتدل مفيدًا لتحسين استجابة الجسم
للأنسولين والحفاظ على صحة جيدة.
4. مراقبة الوزن الحملي: يجب مراقبة زيادة الوزن أثناء الحمل بشكل منتظم
وباستشارة الطبيب. زيادة الوزن الزائدة قد تزيد من خطر سكري الحمل.
5. الفحص المبكر: ينصح بإجراء فحص السكر التحملي بالجلوكوز في وقت
مبكر من الحمل، خاصة إذا كانت لديك عوامل خطر لسكري الحمل مثل
السمنة أو التاريخ العائلي للمرض.
6. متابعة الرعاية الصحية: يجب أن تتلقى النساء الحوامل الرعاية الصحية
المنتظمة والفحوصات الطبية الموصى بها للكشف عن أي تغيرات في
مستويات السكر في الدم واتخاذ التدابير المناسبة إذا لزم الأمر.
تذكر أن العوامل الوراثية والهرمونية تلعب دورًا في ظهوره ،
وقد لا يمكن تجنبها بشكل كامل. ومع ذلك، يمكن اتخاذ هذه الإجراءات
لتقليل خطر الإصابة بسكري الحمل وتعزيز صحة الحمل والجنين. يُنصح
بالتشاور مع الفريق الطبي المعالج للحصول على نصائح شخصية وتوجيهات
معتمدة على حالتك الصحية الفردية.
من المعرضة لخطر الإصابة بسكري الحمل:
يمكن لأي امرأة أن تصاب بسكري الحمل أثناء الحمل، لكنك معرضة لخطر متزايد إذا:
عمرك أكثر من 40
مؤشر كتلة جسمك (BMI) أعلى من 30 – استخدم حاسبة الوزن الصحي لمؤشر كتلة الجسم لحساب مؤشر كتلة جسمك
كان لديك في السابق طفل كان وزنه 4.5 كجم (10 رطل) أو أكثر عند الولادة
كنتِ مصابة بسكري الحمل في حمل سابق
أحد والديك أو إخوتك يعاني من مرض السكري
كنت من جنوب آسيا، أو أسود، أو أفريقي كاريبي، أو من أصل شرق
أوسطي (حتى لو كنت قد ولدت في المملكة المتحدة)
كنت قد خضعت لعملية جراحية في المعدة أو أي جراحة أخرى لإنقاص الوزن
إذا كان أي مما يلي ينطبق عليك، فيجب أن يُعرض عليك فحص سكري الحمل أثناء الحمل.
مواضيع قد تهمك:
تعليق واحد