مرض الصرع
الصرع :هو حالة طبية تتسم بنشاط كهربائي زائد في الدماغ يؤدي إلى نوبات مفاجئة من التشنج وفقدان الوعي.حيث تعتبر النوبات
الصرعية هذه نتيجة لانخفاض مفاجئ في نشاط الدماغ يؤدي إلى تشنجات عضلية وتغيرات في الوعي.
غالباً تختلف نوبات الصرع من حالة لأخرى، حيث تمكن البعض من الحصول على تحكم كامل في تشنجاتهم والبقاء في وعيهم،
بينما يتسبب الصرع الشديد في فقدان الوعي وحدوث تشنجات عنيفة.
وعلى الرغم من كونه حالة طبية خطيرة، إلا أنه يُمكن التحكم فيه من خلال العلاج الدوائي والتقنيات الطبية الحديثة.
أنواع الصرع:
بينت دراسات علمية انه يوجدعدة أنواع نذكر منها:
1. أولاً الصرع النوبي: وهو نوع شائع يتميز بنوبات مفاجئة وقصيرة الأمد تستمر عادة لمدة بضع دقائق إلى نصف
ساعة. قد يظهر الشخص خلال النوبة حركات غير ارادية تشمل الرعشة والارتعاش.
2. ثانياً يوجد الصرع الجزئي: حيث يبدأ في منطقة محددة من الدماغ ويمكن أن يتسبب في تغيرات في الوعي أو الحركة أو الإحساس للشخص المُصاب.
3. ثالثاً الصرع الليلي: حيث يحدث غالباً خلال فترة النوم وقد يتميز بنوبات طويلة الأمد تستمر لعدة دقائق إلى ساعة.
4. رابعاً الصرع الحديث: يحدث عادة في الأطفال دون سن الخمس سنوات ويمكن أن يتحول إلى صرع مستمر على المدى الطويل.
5. خامساً وأخيراً صرع الغابا: يعتبر من أشد أنواع الصرع شدة ويمكن أن يتسبب في نوبات خطيرة وطويلة الأمد.
أسباب الإصابة بالصرع
غالباً تعتبر الأسباب متنوعة ومعقدة، ويمكن أن تكون نتيجة لعوامل جينية أو عصبية أو هيكلية في الدماغ. ومن بين الأسباب الشائعة نذكر منها :
1. التشوهات الهيكلية في الدماغ.
2. الاضطرابات الوراثية.
3. الإصابة بأمراض الدماغ مثل الورم الدماغي أو السكتة الدماغية.
4. الإصابة بجراحة في الدماغ.
5. العوامل الوراثية.
6. الاضطرابات الكيميائية في الدماغ.
7. العوامل البيئية مثل الإجهاد ونقص النوم.
من الضروري استشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق، والتشخيص السليم لتحديد العلاج المناسب والوقائي المناسب للحالة.
يمكننا القول أنه تعتبر الأعمار الأكثر عرضة للإصابة بالصرع هي الأطفال والشبان، حيث تبدأ النسبة في الارتفاع من عمر 1 سنة
وتصل إلى ذروتها في سن العشرين، وتنخفض بعد ذلك تدريجياً.
من ناحية أخرى، تشير الدراسات إلى أن نسبة الإصابة بالصرع في الوطن العربي تتراوح بين 5-10 حالات من كل 1000 شخص،
وهذا يعتبر معدل متوسط مقارنة بالنسب العالمية. ويجب الانتباه إلى أن هذه النسبة قد تختلف من دولة إلى أخرى وتتأثر
بعوامل عدة مثل الوراثة والعوامل البيئية والصحية والاجتماعية.
تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من مرض الصرع، وهذا
يعني أن نسبة الإصابة بهذا المرض قارب حوالي 1% من السكان العالميين.
يوجد العديد من الأمراض التي يمكن أن تسبب الصرع، ومنها:
1. الإصابة بأورام في الدماغ.
2. التهاب المخ.
3. كذلك التهاب السحايا.
4. التليف السائل المتعدد.
5. الاضطرابات الوراثية.
6. الإصابة بأمراض الجهاز العصبي.
7. كما أن الإصابة بأمراض الدماغ العضوية ممكن ان تكون سبب
8. الإصابة بتشوهات خلقية في الدماغ.
9. بالإضافة إلى الإصابة بنقص السكر في الدم.
10. أخيراً الإصابة بانخفاض نسبة الأكسجين في الدم.
هذه بعض الأمثلة على الأمراض التي قد تؤدي إلى الإصابة بالصرع، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تسبب هذا المرض.
الأعراض :
يمكننا القول ان أعراض مرض الصرع تختلف حسب نوع وشدة النوبة، ولكن بشكل عام يمكن أن تتضمن الأعراض التالية:
1. تشنجات في العضلات
2. فقدان الوعي
3. هلوسات
4. ضيق في التنفس
5. حفرة في الذاكرة
6. عدم الانتباه
7. عصبية زائدة
8. فقدان الإحساس
في حالة النوبة، يصاب المصاب بإغماء وتشنجات في العضلات، وغالباً ما يفقد الوعي ويمكن أن يحدث له أيضاً تشوش في
الوعي بعد النوبة. علاوة على ذلك قد يعاني المصاب بصعوبة في التنفس أثناء النوبة وقد يفقد الإحساس أو القدرة على
التحدث. تعتبر النوبات الصرعية حالة طبية طارئة ويجب الحصول على العناية الفورية في حالة تعرض أي شخص لها.
كما توجد عدة عوامل خطورة تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، وتشمل:
1. التاريخ العائلي، حيث إذا كان لديك أحد أفراد العائلة يعاني من الصرع فإن احتمالية الإصابة بالمرض تزيد.
2. الإصابة بأمراض الدماغ السابقة، مثل الجلطات الدماغية أو أورام الدماغ.
3. الإصابة بإصابات الرأس الشديدة التي تؤثر على الدماغ.
4. التعرض للعوامل الوراثية التي تؤدي إلى اختلال في النشاط الكهربائي للدماغ.
5. اضطرابات التطور العصبي، مثل التشوهات الخلقية في الدماغ.
6. زيادة نسبة الكحول في الدم أو تعاطي المخدرات.
7. نقص النوم وتغيرات في نمط النوم.
مهما كانت العوامل الخطورة، يجب على الأشخاص الذين يعانون من أي من هذه العوامل الالتزام بالعلاج الموصى به من قبل الطبيب المعالج لتقليل احتمالية الإصابة بالنوبات
ماذا يحدث لمريض الصرع
غالباً المريض يعاني من نوبات تشنجية مفاجئة تحدث نتيجة لاضطرابات في نشاط الخلايا العصبية في الدماغ.من الممكن أن
تكون هذه النوبات تظهر بشكل فردي وتتنوع في شدتها وتأثيرها على الشخص المصاب.
بناءاً على ماذكرنا هناك بعض الأعراض التي قد يعاني منها مريض الصرع خلال النوبة تشمل: تشنجات في الجسم، فقدان
الوعي، تشنجات في الفم، تقلصات عضلية، ضربات قلب سريعة، ضيق في التنفس، حالة رغبة في التبول، تعرق كثيف، تقيأ،
وغيرها من الأعراض. لذلك، يجب على مريض الصرع استشارة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة ووصف العلاج المناسب للسيطرة على النوبات وتحسين جودة حياتهم.
تختلف مدة النوبة من شخص لآخر ومن نوع الصرع أيضًا. لذا قد تستمر النوبة لمدة بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق وقد تكون أطول
في بعض الحالات. في حالات النوبات الطويلة يمكن أن تستمر ساعة أو أكثر، ويكون الشخص في حاجة إلى مساعدة طبية عاجلة.
مرض الصرع (Epilepsy) يمكن أن يؤثر على الأشخاص في جميع الأعمار، ولكنه يكون أكثر شيوعًا في الأطفال والمراهقين.
حيث يمكن أن يظهر لأول مرة في أي مرحلة من المراحل العمرية، بدءًا من الطفولة وحتى كبر السن. الأشخاص الذين
تتراوح أعمارهم بين 5-20 سنة هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الصرع، لكنه يمكن أن يصيب الأشخاص في جميع الفئات العمرية.
كيف يتم تشخيص مرض الصرع:
حيث يمكن تشخيص المرض من خلال تاريخ طبي مفصل للمريض والأعراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى إجراء اختبارات تشخيصية مثل:
1. تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن استخدامه لرصد أي تغيرات في الهيكل الدماغي أو وجود أورام تسبب الصرع.
2. تخطيط الدماغ (EEG): حيث يعتبر تقنية هامة لتشخيص حالات الصرع حيث يقوم بتسجيل الإشارات الكهربائية في الدماغ ويمكن
استخدامه لرصد نوعية النشاط الكهربائي الذي يحدث أثناء النوبة
3. اختبارات الدم: من الممكن أن تكون هناك اختلافات في نسبة بعض المواد الكيميائية في الدم عند الأشخاص الذين يعانون من مرض الصرع.
بناءً على نتائج هذه الاختبارات والتقييم السريري، يمكن للطبيب تحديد تشخيص المرض ووضع خطة علاجية مناسبة
أما بالنسبة للعلاج :
يمكننا القول ان علاج الصرع يعتمد على نوعه وشدته، ويمكن أن يتضمن مجموعة من العلاجات مثل:
1. الأدوية المضادة للصرع التي تساعد على السيطرة على النوبات الصرعية وتقليل تكرارها.
2. العلاج الجراحي في بعض الحالات الصرعية المقاومة للدواء أو التي تتطلب إزالة أجزاء من الدماغ المسببة للنوبات الصرعية.
3. كذلك العلاج الشعاعي للصرع الناتج عن أورام المخ.
4. بالإضافة إلى العلاج النفسي والعلاج السلوكي يمكن أن يكون مفيدا في تحسين جودة حياة المرضى .
يجب استشارة الطبيب لتقييم حالة المريض ووصف العلاج المناسب بناءً على الاحتياجات الفردية.
هل هناك علاج تام من مرض الصرع؟
بناءً على ذلك لا يوجد علاج تام للمرض حالياً، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض وتقليل تكرار النوبات الصرعية من خلال
العلاج المناسب والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص . حيث تعتمد طريقة العلاج على نوع وشدة الصرع لدى المريض
وتتضمن عادةً استخدام الأدوية المضادة وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي أو العلاج بالليزر أو العلاج بالأشعة
السيبرية. على الرغم من أنه مرض لا يمكن علاجه تماماً، إلا أنه يمكن السيطرة عليه وإدارته بشكل جيد من خلال العلاج والرعاية المناسبة.
هل يؤدي مرض الصرع للوفاة؟
يمكننا القول نعم، يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات النادرة. والحالات التي تؤدي للوفاة نتيجة للصرع عادة ما تكون
نتيجة لحالات النوبات الشديدة والمتكررة التي لا تستجيب للعلاج الطبي المعتاد. ويمكن أن تحدث أيضًا وفاة بسبب الصرع نتيجة
للإصابة بحالات مثل حدوث انخفاض مستوى الأكسجين في الدم أو توقف التنفس أثناء النوبة، أو حدوث تشنجات مستمرة لفترة
طويلة. ومن المهم أن يتلقى المصابون العلاج الطبي المناسب والدوري لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
وختاماً تطرقنا في هذه المقالة بالحديث عن مرض الصرع ومايتبعه من أسباب تشخيص وأعراض وعلاج وبناءا على ذلك
يجب على من لديه هكذا حالة الإسراع لطلب استشارة الطبيب والالتزام بالعلاج المناسب.
ودمتم بخير
المصادر :
مقالات قد تهمك:
