الرضاعة الطبيعية:
إن الله اعطاك معجزة! عبارات يرددها المهتمون والمتخصصين بالرضاعة الطبيعية، فقلما يتحدث استشاري ،أو مثقف رضاعة طبيعية ،دونما أن يسبح
الله ، أو يذكر أن حليب الأم أو فوائده أنه معجزه. هل سبق لك ان تساءلت كيف تحدث هذه المعجزة؟!
إن عمليه إنتاج وإدرار الحليب هي أحد الأفعال المنعكسة الطبيعية اللاإرادية في جسم الأم..
بدايةً دعني اخبرك بشكل بسيط جدا ما هو “الفعل المنعكس” : هو وصف لردة الفعل غير واعيه ،
أو لا إرادية حيث يستجيب الجهاز العصبي للعامل المحفز، ويقوم برد فعل تلقائي لاإرادي على العامل المحفز.
مثال بسيط إن رده الفعل التلقائية عندما تسحب يدك بشكل سريع جدا ،عندما تلمس سطح شديد الحرارة هو فعل منعكس.
حسناً، ماهي علاقة كل هذا بالرضاعة الطبيعية!؟
إنها فعل منعكس، كما إن عمليه إنتاج الحليب في الغدد اللبنية وإدرار الحليب فعلين منعكسين لمحفز واحد ،
يكملا دوره متكاملة لضمان نجاح الرضاعة واستمراريتها .
وقت الرضاعة يدخل لثدي الأُم قطرات بسيطة من لعاب الطفل في عملية تسمى
بــ ( baby spit backwash ) و يوجد مستقبلات في الثدي تقرأ جيداً مكونات اللعاب والتي توضح جيداً الحالة المناعية للطفل
و في حالة وجود اي ميكروب ( فيروسي أو بكتيري ) بيبدأ جهاز الأم المناعي في تكوين أجسام مضادة للميكروب أو الفايروس
و يبدأ الثدي إفرازه مع الحليب لتقوية الجهاز المناعي للطفل و تساعده على مقاومة الميكروب أو الفايروس الذي سبب له هذا التعب.
أولاً/ عمليه الإنتاج :
حين يضع الرضيع فمه على حلمة الأم ، و يبدأ في عمليه الرضاعة والمص فإن المستقبلات الحسية ترسل رسائلها الي دماغ الأم تحديدا للفص الأمامي
في الغده النخامية ، ليفرز جسدها هرمون البرولاكتين ، وهو الهرمون المسؤول عن تصنيع وإنتاج الحليب داخل حويصلات الحليب في ثدي الأم.
وثانياً /هي عمليه الادرار “الافراز” :
عندما يبدأ في عمليه الرضاعة والمص ، فإن المستقبلات الحسية ترسل رسائلها الي دماغ الأم، تحديدا للفص الخلفي في الغده النخامية
ليفرز جسدها هرمون الأوكسيتوسين ، وهو الهرمون المسؤول عن فتح المسارات والبوابات ليدر الحليب ويخرج من القنوات الخاصة اثناء الرضاعة
الطبيعية. هكذا يتحقق قانون الرضاعة “رضاعة أكثر= حليب أكثر” ماذا يحدث حين تقل عدد الرضعات وتتباعد؟
عندما تتباعد فترات الرضاعة ، لما يزيد عن الأربع ساعات، ولا يفرز الفص الخلفي في الغده النخامية بالدماغ هرمون الأوكسيتوسين ولا تفتح
المسارات ، ولا يدر الحليب ، يتجمع الحليب في الثدي ، مما يسبب احتقان وثقل في الثدي ، فيوقف الفص الأمامي في الغده النخامية بالدماغ إفراز هرمون
البرولاكتين و تتوقف الحويصلات في الثدي عن إنتاج الحليب ، حتي يتم إفراغ المخزون فيها، وهكذا يقل إنتاج الحليب بشكل تدريجي حتى يتوقف تماما.
فتصبح القاعدة هنا “رضاعة أقل =حليب أقل” من الجدير بالذكر أن هذا المنعكس يلقب بـ منعكس الحب ومنعكس الحنان،
وهذا لأن الهرمونين الناتجين خلال رحلة الرضاعة الطبيعية، يساعدان على الشعور بالاسترخاء والراحة والهدوء ،
و يحفزان مشاعر الحب والحنان ولذا تعتبر الرضاعة الطبيعة طريقة فعاله جدا لمقاومه اضطرابات المزاج واكتئاب ما بعد الولادة،
فتشعر الأم أنها مصدر الحب والحنان لصغيرها بين يديها. أتمنى لك رحلة رضاعة مليئة بالحب.
إقرأ المزيد:
طرق لزيادة إدرار حليب الأم جربيها
كيف تستعدين لاستقبال طفلك قبل ولادته
إختيار اللهاية المناسبه لطفلك
كيف أعرف فيما إذا كان رضيعي في مرحلة التسنين
الوسوم
الرضاعة الطبية
8 تعليقات