سرطان الغدة الدرقية هو نوع من أنواع سرطان الغدة الدرقية.حيث تتواجد
الغدة الدرقية في الجزء الأمامي من العنق حيث انها مسؤولة عن إفراز
الهرمونات التي تساهم في تنظيم وظائف الجسم، مثل معدل الأيض ومثل
نمو الخلايا. يمكن أن يتطور السرطان في الخلايا التي تشكل الغدة الدرقية.
انواع سرطان الغدة الدرقية:
هناك عدة أنواع مختلفة من سرطان الغدة الدرقية. وفيما يلي أهم الأنواع :
1. سرطان الخلايا النقوية (Papillary Carcinoma): يعتبر هذا النوع الأكثر
شيوعاً ويشكل حوالي 80٪ من حالات سرطان الغدة الدرقية. ينشأ من الخلايا
النقوية في الغدة الدرقية وعادة ما يكون نموه بطيئًا. يمتلك معدل نجاح
عالي في العلاج ونادراً ما ينتشر إلى الأماكن الأخرى في الجسم.
2. سرطان الخلايا الفولكلية (Follicular Carcinoma): يشكل حوالي 10-15٪
من حالات سرطان الغدة الدرقية. ينشأ من الخلايا الفولكلية في الغدة
الدرقية ويمكن أن يكون أكثر عدوانية من سرطان الخلايا النقوية.حيث انه قد
ينتشر إلى الغدد اللمفاوية المحيطة أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.
3. الغدة الدرقية الواضح (Medullary Carcinoma): يشكل حوالي 5-10٪ من
حالات سرطان الغدة الدرقية. ينشأ من الخلايا الواضحة في الغدة الدرقية
ويمكن أن يكون مرتبطًا بالوراثة في بعض الحالات. قد يفرز هذا النوع من
السرطان هرمون الكالسيتونين، الذي يمكن اكتشافه في فحص الدم.
4. سرطان الخلايا الانتقالي (Anaplastic Carcinoma): يعتبر هذا النوع نادرًا
ويشكل حوالي 1-2٪ من حالات سرطان الغدة الدرقية. ينشأ من خلايا
متعددة الأنوية وعادة ما يكون عدوانياً بشكل كبير. يمتلك معدل نجاح
منخفض في العلاج وقد ينتشر بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجسم.
،علاوة على ذالك هناك أشكال نادرة أخرى من سرطان الغدة الدرقية مثل
سرطان الغدد الدرقية الجديد (Newly Identified Thyroid Cancer) وايضاً مثل
سرطان الغدة الدرقية الخلايا الهشة (Hürthle Cell Carcinoma).
ما هي أعراض سرطان الغدة الدرقية؟
أعراضه قد تكون غير محددة في المراحل المبكرة، وقد تتشابه مع أعراض
الأمراض الأخرى غير السرطانية. ومع ذلك، هناك بعض العلامات والأعراض
التي يمكن أن تشير إلى وجوده وتشمل:
1. تضخم الغدة الدرقية: قد تشعر بتورم أو تضخم في الغدة الدرقية في
العنق، ويمكن أن يكون ملحوظًا عند الفحص الذاتي أو عندما يقوم الطبيب بالفحص.
2. العقد الدرقي: يمكن أن يكون هناك وجود عقدة أو كتلة داخل الغدة
الدرقية، والتي يمكن أن تكون صلبة أو ناعمة عن اللمس.
3. صعوبة ابتلاع الطعام: يمكن أن يسبب الورم الذي ينمو في الغدة الدرقية
ضغطًا على المريء ،نتيجة لذالك يحدث صعوبة في ابتلاع الطعام.
4. صعوبة في التنفس: في حالة الورم الكبير الذي يضغط على القصبات
الهوائية، ،نتيجة لذالك يشعر المريض بصعوبة بالتنفس.
5. تغيرات في الصوت: قد يلاحظ المريض تغيرًا في صوته، مثل صوت مبحوح
أو مبتعد.
6. ألم في العنق: قد يشعر بألم في العنق أو في المناطق المحيطة بالغدة الدرقية.
7. انتشار الورم إلى الغدد اللمفاوية: في حالات متقدمة، قد ينتشر السرطان
إلى الغدد اللمفاوية في العنق ويسبب تضخمها.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض أو تشك في وجود أي خلل في
الغدة الدرقية، فمن المهم استشارة الطبيب لتقييم الحالة وإجراء الفحوصات اللازمة.
هل يمكن أن يكون سرطان الغدة الدرقية مرتبطًا بعوامل وراثية؟
نعم، هناك عدة حالات تشير إلى وجود عوامل وراثية تسهم في زيادة خطر
الإصابة بالسرطان . حيث ان إذا كان هناك تاريخ عائلي فقد يكون لديك خطر أعلى للإصابة بالمرض.
تم تحديد بعض الاضطرابات الوراثية التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض مثل:
1. متلازمة نيومان-بيك: هذه الحالة الوراثية تعني وجود طفرات جينية في
جينات محددة يمكن ان تزيد من خطر سرطان الغدة الدرقية.
2. ورم ميلية متعدد الغدد الصماء النقيلي (MEN): هذا الاضطراب الوراثي
يسبب تكاثرًا غير طبيعيًا للخلايا في الغدد الصماء ونتيجة لذالك يزيد من خطر السرطان بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأورام.
3. سرطان الغدة الدرقية العائلي الناجم عن الوراثة غير المرتبطة بالمتلازمات الوراثية الأخرى.
،ختاما إذا كان لديك تاريخ عائلي لسرطان أو الاضطرابات الوراثية المذكورة
أعلاه، فقد يكون من الأهمية بمكان إجراء فحص جيني أو استشارة أخصائي
وراثة لتقييم خطرك الشخصي واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
اسباب سرطان الغدة الدرقية:
هناك عدة عوامل يعتقد أنها تسهم في زيادة خطر الإصابة. ومع ذلك، لا يزال
السبب الدقيق غير معروف في معظم الحالات. ومن العوامل المحتملة التي قد تلعب دورًا في تطوره :
1. العوامل الوراثية: يمكن أن تلعب الوراثة دورًا في زيادة خطر الإصابة. إذا
كان لديك تاريخ عائلي للمرض، فقد يكون لديك خطر أعلى للإصابة به.
2. التعرض للإشعاع: يعتبر التعرض للإشعاع في العنق والرأس خلال فترة
الطفولة أو الشباب عاملًا محتملاً في زيادة خطر الاصابة. قد يكون التعرض
للإشعاع نتيجة للعلاج الإشعاعي لأمراض أخرى كالسرطان أو بعض الفحوص التشخيصية.
3. الجنس والعمر: يكون سرطان الغدة الدرقية أكثر شيوعًا في النساء من
الرجال، ويزيد خطر الإصابة بالمرض مع التقدم في العمر.
4. اضطرابات الغدة الدرقية: بعض الحالات الأخرى لاضطرابات الغدة الدرقية
مثل الورم الجديد النوعي والتهاب الغدة الدرقية المزمن قد تزيد من خطر
الإصابة .
5. التدخين: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى وجود ارتباط بين التدخين وزيادة
خطر سرطان الغدة الدرقية، على الرغم من أن هذا العلاقة لا تزال قيد الدراسة.
من المهم أن نلاحظ أن وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة أن الشخص
سيصاب فالمرض قد يحدث أيضًا بدون وجود هذه العوامل. يجب ان تستشير
الطبيب لتقييم الخطر الشخصي واتخاذ الاحتياطات اللازمة إذا كنت تشعر بالقلق.
ما هي طرق علاج سرطان الغدة الدرقية؟
هناك عدة طرق للعلاج وتعتمد الطريقة المناسبة على نوع ومرحلة السرطان وحالة المريض. قد تشمل طرق العلاج التالية:
1. جراحة الغدة الدرقية: يمكن أن تشمل إزالة جزء من الغدة الدرقية
(اللوباركتومي) أو إزالة الغدة الدرقية بالكامل (الغدد الدرقية الكاملة). كما
يمكن ان يتم أيضًا إزالة العقد اللمفاوية المحيطة بالغدة الدرقية.
بعد الجراحة، قد يحتاج المريض إلى تناول الهرمونات الدرقية بصورة منتظمة لتعويض نقص الهرمونات الدرقية.
2. العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي عادة بعد الجراحة للتخلص
من الخلايا السرطانية المتبقية أو لعلاج الأورام التي لا يمكن إزالتها جراحيًا.
يستخدم العلاج الإشعاعي أحيانًا أيضًا كعلاج مستقل في حالات معينة.
3. علاج اليود المشع: يشمل هذا العلاج تناول كبسولات أو سوائل تحتوي
على اليود المشع. يتم امتصاص اليود المشع من قبل الغدة الدرقية
المتضررة ويساعد في تدمير الخلايا السرطانية.
4. العلاج الهرموني: يتضمن تناول الأدوية التي تقوم بتثبيط نشاط الغدة
الدرقية وتقليل إفراز الهرمونات الدرقية. حيث انه يستخدم العلاج الهرموني
أحيانًا للسيطرة على نمو الأورام السرطانية أو كعلاج مساعد بعد الجراحة.
5. علاج الأشعي النووي: يتضمن حقن مادة مشعة مثل اليود-131 في
الجسم لتدمير الخلايا السرطانية. يستخدم هذا العلاج عادة للأورام التي تكون
استقراراً في الغدة الدرقية بعد الجراحة.
،في النهاية تختلف خطط العلاج وفقًا لنوع ومرحلة السرطان وحالة المريض.
لذا يجب استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتحديد العلاج الأنسب.
طرق الوقاية من سرطان الغدة الدرقية:
لا توجد طرق وقائية مؤكدة بنسبة 100% لمنع السرطان ومع ذلك، هناك
بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة به. قد تشمل طرق الوقاية المحتملة ما يلي:
1. التفحص الدوري: من المهم الخضوع لفحص دوري للغدة الدرقية، حيث
يمكن للأطباء اكتشاف أي تغيرات غير طبيعية في الغدة الدرقية وإجراء التقييم اللازم.
2. الحد من التعرض للإشعاع: من المهم تجنب التعرض للإشعاع على العنق
والرأس في أقصى الإمكان. يجب اتباع إرشادات السلامة المطبقة للحماية
من التعرض للإشعاع، سواء كان ذلك نتيجة للعلاج الإشعاعي أو لأي سبب آخر.
3. الغذاء الصحي: يتضمن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن قائم على
الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية. يوصى أيضًا
بتقليل استهلاك الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية السكرية.
4. الامتناع عن التدخين: يعتبر التدخين عاملاً خطراً للعديد من أنواع السرطان،
لذا يجب الامتناع عن التدخين وتجنب التعرض للدخان السلبي.
5. الوقاية من العوامل البيئية: ينصح بتجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة
والملوثات البيئية في أقصى الإمكان. قد تشمل هذه المواد الموجودة في
الهواء والماء والغذاء والمنتجات المنزلية.
،في النهاية من المهم أن نلاحظ أن هذه الإجراءات قد تساهم في خفض
خطر الإصابة ولكنها لا توفر ضمانًا مطلقًا. يجب استشارة الطبيب المختص
لتقييم الخطر الشخصي واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
المصادر:
الوسوم
السرطان
تعليق واحد