صحة المراة

الشعرانية الزائدة عند النساء

الشعرانية الزائدة عند النساء

الشعرانية الزائدة هي حالة تتميز بنمو الشعر بكميات زائدة على الجسم بشكل غير طبيعي لدى النساء. إذ قد يظهر في هذه

الحالة الشعر في مناطق غير مرغوب بها وتشبه مناطق ظهور الشعر عند الرجل مثل الوجه، الظهر، الصدر، البطن، والأطراف

الأخرى من الجسم، وتعود أسبابها إلى عدة عوامل مثل التغيرات الهرمونية، الوراثة، وبعض الأمراض المزمنة.

 

يمكننا القول أن الشعرانية الزائدة تعتبر مشكلة جمالية قد تؤثر على ثقة الإناث بأنفسهن، وقد تؤدي إلى انعزالها اجتماعياً.

بالطبع من المهم التشخيص المبكر والبدء في علاج هذه الحالة من خلال العلاجات الطبية المناسبة مثل إزالة الشعر بالليزر، أو استخدام الكريمات المثبطة لنمو الشعر.

 

بشكل عام، يجب على النساء الناجيات من الشعرانية الزائدة البحث عن المشورة الطبية لتحديد العلاج الأنسب لحالتهن. كما يُنصح

بالحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن وتجنب المواد الكيميائية الضارة التي تزيد من تفاقم هذه الحالة.

 

الأعراض :

الشعرانية الزائدة عند النساء تعرف أيضًا بحالة hirsutism وتكون نتيجة زيادة في نمو الشعر غير المرغوب في مناطق مثل الوجه والصدر (حول الحلمتين) والظهر والبطن.

 نذكر من أعراض الشعرانية الزائدة عند النساء:

 

1. نمو الشعر الغامق والخشن في مناطق غير معتادة عند النساء مثل الوجه والصدر.

 

2. كذلك زيادة في نمو الشعر في منطقة البطن والظهر.

 

3. بالإضافة إلى تغير في نمط أو كثافة الشعر على الجلد.

 

4. كذلك إمكانية ظهور حب الشباب والتهابات الجلد الناتجة عن نمو الشعر.

 

غالباً قد تكون الشعرانية الزائدة نتيجة تغيرات هرمونية في الجسم، مشاكل في الغدة الدرقية، متلازمة تكيس المبيض، أو

استخدام بعض الأدوية. إذ يجب على النساء الذين يعانون من هذه الأعراض استشارة الطبيب لتوجيههم إلى العلاج الصحيح وفحص الحالة الصحية العامة.

 

كذلك يجب زيارة الطبيب إذا كنت تعاني من شعرانية زائدة غير عادية أو مرضية، خاصة إذا كانت مصاحبة لأعراض أخرى مثل

التهيج الجلدي، الحكة، التورم، أو ظهور حب الشباب. يفضل زيارة طبيب الجلدية أو طبيب النساء والتوليد لتقييم الحالة وتحديد

السبب المحتمل للشعرانية الزائدة. قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبارات هرمونية أو فحوصات إضافية لتحديد السبب الدقيق

ووصف العلاج المناسب. تأكد من إبلاغ الطبيب بأي أدوية تتناولينها أو حالات صحية أخرى قد تكون لها علاقة بمشكلة الشعرانية الزائدة.

 

تظهر الشعرانية الزائدة عند النساء بسبب عدة عوامل، منها:

 

1. اضطراب هرموني: مثل تغيرات في مستويات الهرمونات الأنثوية مثل هرمون الإستروجين والبروجستيرون والهرمونات

الذكرية مثل هرمون الذكر الاختصاصية (التيستوستيرون) يمكن أن تتسبب في زيادة نمو الشعر بشكل غير طبيعي.

 

2. متلازمة تكيس المبايض:

حيث يحدث اضطراب هرموني يؤدي إلى ظهور شعرانية زائدة على الجسم والوجه.

غالباً تكيس المبايض يمكن أن يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات الذكورة في الجسم مثل الذيدروستيرون، وهو ما يمكن أن يسبب

زيادة نمو الشعر عند النساء بطريقة غير طبيعية. هذه الزيادة في نمو الشعر تسمى الهيرسوتيزم وتظهر عادة في مناطق غير

معتادة مثل الوجه والصدر والظهر. عادةً يمكن لتكيس المبايض أيضًا أن يؤثر على مستويات الاستروجين، مما يزيد من احتمال

تساقط الشعر بشكل غير طبيعي. وبالتالي فإن تأثير تكيس المبايض على ظهور الشعر الزائد شي يكون مباشراً من خلال تأثيره على هرمونات الذكورة في الجسم.

 

3. عوامل وراثية: حيث يمكن أن تكون الشعرانية الزائدة مرتبطة بعوامل وراثية إذ تعد الشعرانية صفة موروثة. 

 

4. العلاقة بالعرق: بينت دراسات علمية أن النساء من عرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وجنوب آسيا هن الأكثر عرضة

لكثرة نمو شعر الجسم عن النساء الأخريات دون أي سبب محدد.

5. بعض الأدوية: كذلك بعض الأدوية قد تزيد من نمو الشعر مثل بعض أدوية الهرمونات والستيرويدات.

إذ أن تلك الأدوية التي يُعتقد أنها قد تزيد من فرص الإصابة بمرض الشعرانية الزائدة (Hirsutism) تشمل مضادات الذهان مثل

الهالوبيريدول (Haloperidol)، والكورتيزون، والمضادات الحيوية بالإضافة إلى بعض الهرمونات المنبهة للحليب. ومن المهم

التذكير بأن التأثير الدقيق لهذه الأدوية قد يختلف من شخص لآخر، ويُفضل استشارة الطبيب قبل تناول أي عقاقير.

6. اضطرابات صحية أخرى: مثل مرض مشتق من الغدة الكظرية (متلازمة كوشنج)، أو ارتفاع في مستويات الهرمونات الكظرية.

أما بالنسبة لمتلازمة كوشينغ تحدث عندما تكون هناك زيادة في مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم. واحدة من العلامات

الشائعة لهذه المتلازمة هي زيادة نمو الشعر، والتي تسمى بالخصوص “الهرمونية” (Hirsutism).

 

حيث يمكن أن تؤدي زيادة هذا الهرمون إلى زيادة نمو الشعر في الأماكن التي لا تنمو فيها الشعر بشكل طبيعي لدى الإناث، مثل

الوجه والصدر والظهر. ويمكن أن يكون الشعر النامية لأشعث أو غامق اللون.

 

بالإضافة إلى ذلك، قد يلاحظ الأشخاص المصابين بمتلازمة كوشينغ تساقط الشعر الرأس بشكل غير طبيعي وكثافة زيادة الشعر في مناطق أخرى من الجسم.

 

من المهم أن يتم تشخيص متلازمة كوشينغ والتعامل معها تحت رعاية الطبيب المختص، حيث يمكن أن تكون أعراض هذه

المتلازمة غير مريحة وتحتاج إلى علاج للحد منها وإدارتها بشكل فعال.

كذلك ارتفاع مستويات الهرمونات الكظرية يمكن أن يؤدي إلى ظهور الشعر الزائد على الجسم بسبب تأثيرها على إنتاج الهرمونات

الذكورية مثل التستوستيرون. حيث عندما تكون هذه الهرمونات مرتفعة بشكل غير طبيعي، قد يبدأ الشعر في النمو بشكل زائد على الوجه، الصدر، الظهر والبطن.

 

يمكن أن يكون ارتفاع مستويات الهرمونات الكظرية نتيجة لعدة أسباب مثل الوراثة، الأمراض المزمنة مثل متلازمة تكيس

المبايض، التهاب المبيض، اعتلال الغدة الكظرية، الضغط النفسي والتوتر النفسي. 

 

هل السمنة تسبب الشعرانية الزائدة عند النساء؟ 

يمكننا القول نعم، السمنة قد تزيد من احتمالية الإصابة بمرض الشعرانية الزائدة. فالسمنة قد تزيد من مستويات الهرمونات في

الجسم مثل هرمون الاستروجين والآخرين وقد تزيد من مقاومة الجسم للأنسولين مما يزيد من فرص تطور داء السكري النوع

الثاني وبالتالي زيادة فرص التعرض لمشكلات صحية أخرى مثل الشعرانية الزائدة. لذا فإن الحفاظ على وزن صحي وممارسة

الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد في الوقاية من هذا المرض.

 

تشخيص الشعرانية الزائدة عند النساء :

يتم عادةً من خلال الفحص الطبي والتاريخ الطبي للمريضة. إذ قد يقوم الطبيب بطلب بعض الاختبارات التي تساعد في التأكد من التشخيص، منها:

 

1. اختبارات هرمونية: حيث قد يتم طلب اختبارات لمستويات الهرمونات في الجسم لتحديد ما إذا كان هناك توازن هرموني يسبب زيادة في نمو الشعر.

 

2. تصوير شعاعي: إذ قد يتم عمل فحص تصوير شعاعي للمبيضين والغدة الدرقية للاطمئنان على سلامتهما.

 

3. اختبارات الدم: يمكن أن تكون هناك حالات صحية ترتبط بارتفاع معين في مستويات الإنزيمات أو البروتينات في الدم تؤدي إلى زيادة نمو الشعر.

 

غالباً بعد التشخيص الصحيح، يمكن للطبيب وضع خطة علاجية مناسبة لمعالجة الشعرانية الزائدة، مثل علاجات تقليل نمو الشعر مثل الليزر أو إزالة الشعر بالشمع أو الكريمات الموضعية.

 

وتعتبر المضاعفات الشائعة لهذا المرض تشمل:

 

1. زيادة مشاكل البشرة: عادةً قد تؤدي الشعرانية الزائدة إلى تهيج وتلف البشرة، وقد تزيد من احتمالية حدوث حب الشباب والتهاب البشرة.

 

2. المشاكل النفسية: حيث يمكن أن يكون الشعر الزائد في المناطق الظاهرة مصدر إحراج وقلة الثقة بالنفس لدى الأشخاص المصابين.

 

3. اضطرابات الهرمونات: قد تكون الشعرانية الزائدة ناتجة عن اضطرابات هرمونية، مثل متلازمة تكيس المبايض، والتي قد تسبب مشاكل صحية أخرى.

 

4. صعوبة في القيام بالنشاطات اليومية: قد تسبب الشعرانية الزائدة صعوبة في إجراء بعض النشاطات اليومية، مثل إزالة

الشعر بشكل مستمر وبالتالي تستهلك الوقت والجهد الزائد.

 

5. تحسس البشرة: كذلك قد تتطور الشعرانية الزائدة إلى تهيج والتهاب الجلد في بعض الحالات، مما يزيد من خطر تطور الالتهابات البكتيرية أو الفطرية.

 

للتعامل مع مضاعفات مرض الشعرانية الزائدة، يُنصح بالتشاور مع الطبيب لتقييم الحالة واقتراح العلاج المناسب، سواء كان ذلك

عن طريق الأدوية أو العلاجات الطبيعية أو العمليات الجراحية. كما يمكن اتباع نمط حياة صحي وتناول الغذاء الصحي وممارسة التمارين الرياضية للحد من تفاقم المشكلة.

 

بالإضافة إلى أن تأثير الشعرانية الزائدة على الصحة النفسية قد يكون كبيرًا، حيث يمكن أن تؤثر على ثقة الشخص بنفسه وصحته النفسية بشكل عام. 

ومن بين التأثيرات النفسية الشائعة لمرض الشعرانية الزائدة:

 

1. انخفاض الثقة بالنفس: حيث يمكن أن يشعر الأشخاص المصابون بالشعرانية الزائدة بالانخفاض في الثقة بأنفسهم

نتيجة لعدم قبولهم لمظهرهم وشعورهم بأنهم غير مقبولين من الآخرين.

 

2. الاحراج والخجل: كذلك قد يعيش الأشخاص المصابون مشاعر الاحراج والخجل نتيجة لظهور الشعر الزائد في مناطق مرئية مثل الوجه والصدر.

 

3. القلق والاكتئاب: كما قد يعاني الأشخاص المصابون من الشعرانية الزائدة من مشاعر القلق والاكتئاب نتيجة لعدم

قدرتهم على التعامل مع المشكلة وتأثيرها السلبي على جودة حياتهم.

 

4. العزلة الاجتماعية: غالباً يمكن أن يؤدي شعور الشخص بالانخفاض في الثقة بالنفس والخجل إلى الانعزال عن الأصدقاء والعائلة وتجنب الأنشطة الاجتماعية.

 

للتعامل مع التأثير النفسي مرض الشعرانية الزائدة، يجب البحث عن الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة، بالإضافة إلى

الاستعانة بمهنيي الصحة النفسية مثل الاستشاريين والنفسيين للتحدث عن المشاعر والتحديات التي يواجهها الفرد واستكشاف

الطرق الصحيحة للتعامل معها. يمكن أيضًا اتباع تقنيات الاسترخاء والتأمل والممارسات الرياضية للمساعدة في تحسين

الصحة النفسية والتغلب على تأثيرات الشعرانية الزائدة على النفس.

 

هناك عدة طرق للعلاج، تشمل:

 

1. استخدام العقاقير: غالباً يمكن للأطباء وصف دواء يقلل من نمو الشعر، مثل مشتقات الأندروجين أو مثبطات الانزيم، مثل البروستيريد أو تمثيل الأمين.

 

2. العلاج بالليزر: بالطبع تقنية إزالة الشعر بالليزر يمكن استخدامها للحد من نمو الشعر الزائد.

 

3. الكهرباء: تستخدم هذه الطريقة للقضاء على الشعر بشكل فعال بواسطة توجيه التيار الكهربائي إلى بصيلة الشعر.

 

4. الإزالة الميكانيكية: إذ تشمل هذه الطريقة الحلاقة ونتف الشعر بشكل منتظم.

 

5. التغذية المناسبة: يجب على النساء الذين يعانون من مرض الهيرسوتيزم تناول غذاء متوازن يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لتحسين صحة البشرة وتقليل نمو الشعر الزائد.

 

ينبغي استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي علاج لمرض الشعرانية الزائدة لتحديد الخيار الأمثل الذي يناسب حالة المريضة بشكل خاص.

 

أما بالنسبة للوقاية تتضمن الخطوات التالية للوقاية من مرض الشعرانية الزائدة عند النساء:

 

1. الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل الخضروات والفواكه والبروتينات والحبوب الكاملة، وتجنب الأطعمة الغنية بالسكريات المكررة والدهون المشبعة.

 

2. كذلك اتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي.

 

3. كما أن تجنب التوتر والقلق قدر الإمكان، حيث إن الضغوط النفسية يمكن أن تزيد من اضطرابات الهرمونات وتسبب زيادة في نمو الشعر الزائد.

 

4. الاهتمام بالعناية بالبشرة واستخدام منتجات مناسبة لنوع البشرة والشعر.

 

5. كذلك تجنب الإفراط في استخدام المواد الكيميائية القاسية على البشرة والشعر.

 

6. الاستشارة بشكل دوري مع الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية تسبب زيادة في نمو الشعر.

 

باختصار، مرض الشعرانية الزائدة عند النساء يمكن أن يكون مصدر إزعاج وعار للكثير من النساء. ولكن من خلال اتباع نمط حياة صحي

والحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم، يمكن تقليل خطر الاصابة بهذا المرض. يجب الاهتمام بالتغذية السليمة وممارسة

التمارين الرياضية بانتظام والتقليل من التوتر والضغوط النفسية. بالإضافة إلى ذلك، الاستشارة بشكل دوري مع الطبيب للتأكد من

عدم وجود مشاكل صحية تسبب زيادة في نمو الشعر الزائد يمكن أن يساهم في الوقاية من هذا المرض. تذكر أن العناية الشخصية

بالبشرة والشعر واستخدام المنتجات المناسبة لنوع البشرة يلعب أيضًا دورًا هامًا في الوقاية من مشاكل الشعر الزائد.

المصادر:
1.2

مقالات ذات صلة :

الإجهاض

تكيس المبايض

التهاب الحوض لدى النساء

سرطان عنق الرحم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى