أمراض الجهاز الهمضي

متلازمة القولون المتهيج

القولون العصبي أو متلازمة الأمعاء المتهيج

ماذا تعرف عن هذا المرض؟

وهو خلل في وظيفية القولون مما يؤدي لأعراض في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ وسوء الهضم والإخراج. ومع أن هذه

الأعراض ليست خطيرة في حد ذاته، ولا تؤدي لمرض خطير مستقبلاً، إلا أنها مزعجة جداً للمريض.

ما هو القولون؟

القولون هو ما يسمى بالأمعاء الغليظة وهو الجزء من الأمعاء الذي يصل بين الأمعاء الدقيقة والمستقيم ثم الشرج.

ويبلغ طول القولون حوالي 5 أقدام، ووظيفته الأساسية هي امتصاص الماء والغذاء المفيد والأملاح من الطعام المهضوم

جزئياً القادم من الأمعاء الدقيقة.

كيفية عمل القولون

يقوم القولون بأداء وظيفته التي ذكرنا، ودفع البراز إلى الخارج للتخلص منها، من خلال تقلصات عضلات جداره الرقيقة،

التي تتحكم بها الأعصاب، والهرمونات، واستجابة القولون نفسه لمحتوياته. وهذه العملية البسيطة تحتاج إلى تناغم بين تقلصات

عضلات القولون والمخارج وعضلات الحوض لتتم بسلاسة ونجاح. عندما تكون هذه التقلصات قوية أو ضعيفة مما يسبب سرعة

أو تأخراً في حركة محتوياته، مسبباً الأعراض التي يشكو منها غالبية المرضى.

أعراض القولون العصبي

  1. الانتفاخ والغازات

  2. خروج المخاط مع البراز

  3. الإمساك

  4. الإسهال بعد الطعام أو في الصباح الباكر أو كلاهما معا

  5. الشعور بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للحمام

  6. الرغبة في الذهاب للحمام

  7. آلام في البطن ومغص تزول بعد الذهاب للحمام

وتزيد هذه الأعراض في حالة الضغوط النفسية أو السفر أو حضور المناسبات العامة أو تغير نمط الحياة اليومي.

أسباب القولون العصبي

لم يتوصل الطب لمعرفة أسباب القولون العصبي على وجه التحديد. ولكن النظرية الأرجح تقول أن القولون عندما يكون حساساً للضغط

النفسي وبعض أنواع الأطعمة يختلّ عمله مسبباً ما يسمى بالقولون العصبي. وتقول بعض النظريات الأخرى أن الجهاز

المناعي الذي يقوم بحماية الجسم من الجراثيم ربما يكون له تأثير في حالات القولون العصبي. أما ما يحدث فهو:

قد لا توجد حركة القولون الطبيعية السلسة عند من يعانون من القولون العصبي. وقد تكون الحركة على شكل تقلصات متشنجة

تدفع الطعام بسرعة وتسبب الألم، أو سكون تام يتيح فرصة لتخمر الطعام والانتفاخ، وكثرة الغازات.

يتحكم الغشاء المخاطي المبطن للقولون في كمية السوائل التي يمتصها إلى الجسم. فعندما تكون حركة الطعام سريعة في حالات

القولون العصبي، فإنها تمنع امتصاص السوائل بشكل جيد، مما يسبب الإسهال. بينما تكون هذه الحركة بطيئة في أحيان أخرى،

أو عند بعض الناس، مما يؤدي إلى امتصاص كمية أكبر من السوائل من القولون وحدوث الإمساك.

وجدت بعض الدراسات الحديثة أن مادة سيروتونين (Serotonin) – وهي إحدى السيالات العصبية التي تفرز في المشابك العصبية

وتجعل خلايا الدماغ والجهاز العصبي تتفاهم فيما بينها- يساهم كثيراً في وظيفة القولون الطبيعية.

وبالرغم من أن اضطراب إفراز هذه السيالة العصبية يسبب مشكلات نفسية كثيرة مثل الاكتئاب والقلق والوسواس القهري والفزع،

إلا أن 5% فقط منها موجود في الدماغ بينما توجد النسبة الباقية (95%) في الأمعاء.

تعمل الخلايا المبطنة للقولون كناقلات للسيروتونين إلى خارج الأمعاء، لكن ذلك لا يحدث بشكل جيد في حالات القولون العصبي،

مما يؤدي لتراكم كميات كبيرة من السيروتونين في الأمعاء. وبسبب هذه العلاقة بين الأمعاء والدماغ، فإن اضطراب معدلات

السيروتونين تؤدي في كثير من مرضى القولون العصبي للاكتئاب والقلق الذي يزيد من تدهور في وظيفة القولون نفسه.

ومن ناحية أخرى فقد وجدت أبحاث أخرى أن بعض البكتيريا التي تصيب الجهاز الهضمي تسبب النزلات المعوية التي يتلوها القولون

العصبي أحياناً. كما وجد أن بعض من يعانون من القولون العصبي لديهم مشكلة مناعية تجاه القمح ومشتقاته (مرض سيلياك

ويمكن بفحص الدم التعرف على هذا الاحتمال.

المعرضون للإصابة باضطراب القولون العصبي؟

نسبة انتشار اضطراب القولون العصبي هي 20% تقريباً(الخمس) ولكن فقط 10% من هؤلاء يستشيرون أطباءهم بسبب الأعراض

الهضمية. أقيمت مؤخرا بالسعودية عام 2009 ندوة للمرض والأعراض والعلاجات ولا أحد يملك مناعة ضد الإصابة به،

فالكل معرض لذلك. لكن سنّ بداية ظهور الأعراض يكون غالباً في مرحلة المراهقة أو سن الشباب. ولأسباب غير معروفة فالنساء أكثر

احتمالاً (خاصة قبل الدورة الشهرية) للإصابة باضطراب القولون العصبي من الرجال بمقدار ثلاثة أضعاف.

المثيرات المباشرة للقولون العصبي

ليس هناك مثير واحد لكل الناس، إذ تختلف المثيرات من شخص لآخر، ولكن القائمة التالية تحتوي أكثر ما يشكو منه الذين يعانون من

القولون العصبي:

  • وجبة كبيرة على غير المعتاد

  • المشروبات الغازية

  • بعض العقاقير الطبية

  • القهوة والشاي.

  • الأطعمة المقلية.

  • التوابل والبهارات.

  • البقوليات (الحمص) وبعض أنواع الخضار.

  • الإجهاد النفسي والغضب والضغوط والقلق.

  • التعرض لتيارات الهواء الباردة

  • التدخين

كيف يتم تشخيص اضطراب القولون العصبي؟

يتم التشخيص من خلال مقابلة الطبيب وأخذ تاريخ مرضي كامل وفحص سريري. وليس هناك فحص أو تحليل مخبري أو إشعاعي

يمكن من خلاله التشخيص، لكن الفحوصات التي تشمل فحصاً للدم والبراز ومنظاراً للقولون من خلال فتحة الشرج، مهمة لاستبعاد

الأمراض العضوية التي يمكن أن تشبه القولون العصبي. ومن المعايير التشخيصية التي ينبني عليها التشخيص فهي كالتالي:

  1. ألم أو تضايق متكرر في البطن لمدة 3 أيام في الشهر، خلال الأشهر الثلاثة السابقة.

  2. الألم أو التضايق يتسم باثنتين من السمات الثلاث التالية:

    1. يخف بعد التبرز

    2. يتغير مع بدايته عدد مرات التبرز المعتاد

    3. كما يتغير مع بدايته شكل أو طبيعة البراز المعتادة

  3. يمكن أن توجد بعض الأعراض الأخرى التي تدعم التشخيص ولكنها ليست ضرورية مثل:

    1. تغير في عدد مرات التبرز (أكثر من 3 مرات في اليوم، أو أقل من 3 مرات في الأسبوع)

    2. وكذلك تغير في طبيعة أو شكل البراز (قاسً ومتكتل أو طري وسائل)

    3. وأيضاً تغير في طبيعة الإخراج (صعوبة أو سرعة أو شعور بعدم اكتمال الإخراج)

    4. انتفاخ أو شعور بالامتلاء

الأمراض الأخرى المشابهة لاضطراب القولون العصبي

هناك بعض الأمراض العضوية التي تشبه اضطراب القولون العصبي مثل:

  • إنتانات الأمعاء الزحار، والديدان، والنزلات المعوية: وهذه يمكن تشخيصها من خلال الفحوصات المخبرية بسهولة.

  • القولون المتقرح: ومن أعراضه فقر الدم نتيجة النزف مع البراز، والإعياء وآلام المفاصل وضعف الشهية ونقص الوزن.

  • أورام القولون: ومن أعراضها: النزيف الدموي مع البراز، ونقص الوزن ويمكن تشخيصه بالمنظار الشرجي.

دور الإجهاد النفسي والضغوط في حدوث اضطراب القولون العصبي

الإجهاد النفسي في حد ذاته لا يسبب اضطراب القولون العصبي، لكن تراكم مشاعر التوتر والضيق والغضب وعدم القدرة على

التحمل، تخفض عتبة التحمل، وتستثير تقلصات شديدة في القولون عند من يعانون من القولون العصبي أصلاً. وقد أوضحت إحدى الدراسات أن 70% من

عامة الناس قد عانوا من تغيرات هضمية بسبب الضغوط النفسية، وأن 45% من مستخدمي الملينات يعانون من ضغوط نفسية.

علاج اضطراب القولون العصبي

قد يكفي البعض أن يعرف أن أعراض متلازمة القولون العصبي ليست شيئاً خطيراً، فيرتاح لكون ما يعاني منه هو اضطراب هضمي فقط.

ومن هنا تنبع أهمية التوعية وطمأنة المريض بعد الكشف عليه والتأكد من التشخيص. إذا لم يكن ذلك كافياً، واستمرت الأعراض بشكل مزعج فيمكن

إتباع ما يلي:

إذا اكتشفت أنك حساساً لأصناف معينة من الطعام، مما يسبب لك الإسهال، فنبغي عليك تجنب هذه الأطعمة.

أما إن لم تستطع التعرف على الطعام المسبب فيمكن الاستعانة بمتخصص في التغذية لإدخال أنواع محددة تدريجياً في وجبتك ومن ثم دراسة النتائج.

وجد كثير ممن يعانون من اضطراب القولون العصبي أن قدراً كبيراً من التحسن يطرأ عليهم عند تجنب التدخين، والقيام بتمرينات رياضية منتظمة مثل

المشي، وتعلم التعامل مع الإجهاد النفسي. ضع لنفسك جدولاً على شكل سِجِلٍّ تكتب فيها على مدى شهر ما تفعله من أكل وشرب ونشاط رياضي،

وتسجل توقيت ذلك باليوم والساعة، وكذلك ووقت ومدة أي شعور بالإجهاد النفسي. إلخ… ذلك قد يفيدك في تحديد الطعام المثير لأعراض اضطراب

القولون العصبي، ومدى تأثير الإجهاد النفسي وفائدة الرياضة لك. 

 

العلاج الدوائي

ويشمل ذلك عدداً من العقاقير التي تخفف من أحد مظاهر اضطراب القولون العصبي. فيمكن تناول دواء Loperamide للإسهال، ومركبات الألياف

للإمساك. وهنا ينبغي التنبيه على أنه يجب تجنب العقاقير التي تعالج الإمساك من خلال استثارة عضلات القولون مثل Senna compounds لأكثر

من أسبوع، لأنها قد تؤدي للإمساك على المدى الطويل.

وأفضل خطة دوائية علاجية هي مشاركة العقارين التاليين لعدة اسابيع:

  • ميبفرين  3 مرات/اليوم قبل الطعام بـ 20 دقيقة.

  • دوگماتيل 50 ملغ 3 مرات/اليوم.

لكن لا تصرف الدواء دون استشارة طبيب 

الحمية

وجدت دراسات أن الالتزام بحمية فودماب (FODMAP) يساعد 70% من مرضى القولون العصبي. وتتضمن الأعراض الأكثر احتمالا للتحسن من مثل

هذا النظام الغذائي الاضطرار، وانتفاخ البطن، والنفاخ، وآلام البطن، وإخراج البراز. في بعض الهيئات الصحية يُنصح بالالتزام بالحمية الغذائية (فودماب)

كعلاج وبديل إن لم تنفع بعض سبل العلاج كالتغييرات الحياتية والغذائية.

الألياف

بعض الأدلة تشير إلى أن استعمال المكملات التي تحتوي على الياف ذائبة علاج فعال (مثل، بذر قطونة). ففي مرضى الذين يعانون من الإسهال يساعد

على زيادة حجم ونوع البراز، وفي المرضى الذين يعانون من الإمساك، يساعد على تليين وتسهيل إخراج البراز. استعمال مكملات غذائية تحتوي على

الألياف غير الذائبة كالنخالة لم تظهر الأبحاث إلى الآن أنه مجدي، فعند بعض الناس قد يزيد من حدة الأعراض. الألياف قد تكون مفيده للذين لديهم

إمساك في غالب الأحيان. في القولون العصبي الذي يصاحبه الإمساك، يمكن أن تقلل الألياف القابلة للذوبان حدة الأعراض.

في بعض الدراسات وجد أن استعمال الألياف القابلة للذوبان يساعد في تحسين الأعراض بشكل عام. وهناك دراسات أحدث تقر بفائدة الألياف القابلة

للذوبان، ووجدت أن الآلياف غير القابلة للذوبان تقدر تزيد من حدة الأعراض.

الاكتئاب

وجدت بعض الدراسات أن استعمال مضادات الاكتئاب ثلاثي الحلقات فعال في مرضى القولون العصبي، ولكن الدراسات خلف استعماله حتى الآن قد لا تكون

رصينة كالدراسات خلف استعمال مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.

النشاط البدني

أكدت الدراسات الحديثة الآثار المحتملة للنشاط البدني على متلازمة القولون العصبي. أظهرت بعض التجارب (RCTs) تأثيرًا مفيدًا للنشاط البدني على أعراض

القولون العصبي. أظهرت ثلاث تجارب تحسنًا ملحوظًا في متلازمة القولون العصبي – نظام قياس الخطورة ، بينما أظهرت تجربة واحدة تحسنًا ملحوظًا

في أعراض الإمساك فقط. في ضوء ذلك ، ذكرت أحدث إرشادات الجمعية البريطانية لأمراض الجهاز الهضمي حول إدارة القولون العصبي أنه يجب نصح

جميع مرضى القولون العصبي بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، في حين أن الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي اقترحوا الأمر بدرجة أقل

من اليقين. بناءً على إرشادات منظمة الصحة العالمية وكما هو موضح في الدراسات السابقة ، يمكن أن يؤدي النشاط البدني الجيد إلى فائدة سريرية

كبيرة لأعراض متلازمة القولون العصبي. 

كيفية التعامل مع الإجهاد النفسي

  • المحافظ على قسط كافٍ من النوم من 6 إلى 10 ساعات أو 12 ساعة كحد أقصى لأنّ النوم لمدة طويلة يزيد الشعور بالإجهاد النفسي.

  • تعلم الاسترخاء العضلي أو التنفسي.

  • حاول إخراج الهواء من خلال فمك.

مفاهيم خاطئة عن اضطراب القولون العصبي

ومن هذه المفاهيم أن:

  1. هناك وصفة غذائية تصلح لكل الناس.

  2. يمكن تشخيص اضطراب القولون العصبي بواسطة التنظير الهضمي أو الفحوص الطبية الأخرى.

  3. اضطراب القولون العصبي يسبب الأرق أو القلق أو الخوف.

  4. أن من أعراض اضطراب القولون العصبي آلام المعدة والقيء والتجشؤ.

  5. وكذلك أن خروج الدم مع البراز هو أحد علامات اضطراب القولون العصبي.

حالة مريض اضطراب القولون العصبي مع مرور الأيام

قد تمر أيام أسوء من أيام، ولكن المآل المعتاد أن الحالة تستقر بين حالات التأرجح هذه. ومع أن المريض قد يتغيب عن عمله أو عن بعض الأنشطة

الاجتماعية أحياناً بسبب اضطرابات القولون، إلا أن الاضطراب لا يشكل خطراً على حياة المريض.

العلاج

إن اضطراب القولون العصبي من الأمراض المزمنة التي يتوجب عليك التعايش معها بدلاً من إضاعة وقتك في البحث عن الشفاء منها. ومن أمثلة

أساليب التعايش ما يلي:

  • تناول وجبات منتظمة، ومتوازنة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون.

  • كما أن تناول كمية كبيرة من الماء.

  • المداومة على الرياضة فهي تشد العضلات وتحافظ على الوزن وتضبط إيقاع القولون.

  • تناول 6 وجبات صغيرة في اليوم بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.

  • تعلم كيف تتعامل مع الإجهاد النفسي والضغوط.

  • تجنب الإمساك باستخدام الملينات المعتمدة على الألياف.

  • زيارة الطبيب في حالات ظهور أعراض أخرى غير المعتادة في حالات اضطراب القولون العصبي.

  • عدم تناول أي عقار إلا بمشورة الطبيب، والخضوع للفحص الكامل، بغرض استبعاد أي أمراض أخرى.

كيفية التعامل مع الإجهاد النفسي

  • التعامل مع المشكلة بهدوء وروية.

  • المحافظ على قسط كاف من النوم من 6 إلى 10 ساعات أو 12 ساعة كحد أقصى لان النوم لمدة طويلة يزيد الشعور بالاجهاد النفسي.

  • تعلم الاسترخاء العضلي أو التنفسي.

المصادر:
1,2,3

مواضيع مشابهة قد تهمك:

مرض السلياك

مرض كرون إلتهاب الأمعاء

ارتجاء المريء

عسر الهضم الوظيفي

التهاب القولون التقرحي

متلازمة القولون العصبي

البواسير

جرثومة المعدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى