هناك سؤال يطرحه العديد من البشر وهو هل يمكن الشفاء من مرض الضغط؟
في حقيقة الأمر إجابة هذا السؤال تعتمد على نوع المرض، فإذا كان ارتفاع ضغط الدم من النوع الأولي أو الأساسي وهو النوع المعروف والأكثر شهرة
فالإجابة هي لا، لا يمكن الشفاء نهائياً منه، ومع ذلك يمكن السيطرة عليه والتعايش معه عن طريق الالتزام بتعليمات الطبيب.
أما إذا كان ارتفاع ضغط الدم من النوع الثانوي، أي أن هناك مرض آخر تسبب في هذا الارتفاع فالإجابة هي نعم، يمكن الشفاء منه نهائياً عن طريق علاج
المرض المتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
ما هو ارتفاع ضغط الدم
إن ضغط الدم الطبيعي هو 120/80، أما في حالة ارتفاعه عن 130 ضغط دم انقباضي، وما فوق 80 ضغط دم انبساطي فهذا دليل على الإصابة بمرض
ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension).
أنواع ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم الأولي أو الأساسي
يعد ارتفاع ضغط الدم الأولي هو النوع المعروف باسم ارتفاع ضغط الدم، ولا يمكن الشفاء منه نهائياً ولكن يمكن السيطرة عليه عن طريق الأدوية ومع
اتباع إرشادات الطبيب.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
ينتج ارتفاع ضغط الدم الثانوي عن أمراض أخرى، وهذا النوع قابل للشفاء تماماً عند زوال السبب، كما أن هذا النوع مقاوم للأدوية الخافضة لضغط
الدم لذلك يسمى أيضاً بارتفاع ضغط الدم المقاوم، هذه قائمة بالأمراض التي قد تسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي:
داء السكري.
أمراض الكلى.
تصلب الشرايين.
فرط نشاط الغدة الدرقية.
أورام الغدة الكظرية مثل ورم القواتم.
الحمل، وقد يؤدي ارتفاع الضغط الشديد إلى تسمم الحمل وهي حالة خطيرة تتطلب العلاج الفوري.
متلازمة كوشينغ الناتجة عن تراكم كميات كبيرة من الكورتيزول في الجسم بسبب تناول أدوية الكورتيكوستيرويدات (الاسم
التجاري: الكورتيزون).
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
يتسبب ارتفاع ضغط الدم في العديد من المضاعفات في حالة إهماله، والمضاعفات هي:
النوبة القلبية.
قصور القلب.
السكتة الدماغية.
أمراض الكلى.
لكن عليك أن تعلم أن اتباع أسلوب حياة صحي مع زيارة الطبيب بانتظام تحميك من تلك المضاعفات وتجعل حياتك أفضل بكثير.
علاج ارتفاع ضغط الدم
يعتمد علاج ضغط الدم على المريض نفسه عن طريق التزامه بتعليمات الطبيب الخاصة بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة،
كما يعتمد أيضاً على الأدوية التي يصفها الطبيب لكل مريض وفقاً لما يناسب حالته وظروفه الصحية.
العلاج الدوائي
يوجد العديد من الأدوية للشفاء من مرض الضغط أو بمعنى أدق السيطرة عليه، بما أن الشفاء النهائي أمر غير وارد حتى الآن، وأدوية ضغط الدم هي
كالتالي.
مثبطات إنزيم تحويل الأنجيوتنسين: تمنع مثبطات إنزيم تحويل الأنجيوتنسين الجسم من إفراز الهرمون الذي يسبب تضييق الأوعية
الدموية وبذلك تصبح أكثر انفتاحاً، وأمثلة على تلك الأدوية بينازيبريل (الاسم التجاري: لوتنسين). أما عن الآثار الجانبية لهذا النوع من الأدوية
فهي السعال الجاف المستمر، والصداع، والدوخة، والطفح الجلدي.
حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2: تمنع حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 الهرمون الذي يسبب تضييق الأوعية الدموية من فعل
ذلك، بمعنى أن الجسم يفرز الهرمون ولكن هذا الدواء يمنعه من تضييق الأوعية الدموية، وأمثلة على ذلك دواء يدعى كانديزارتان (الاسم
التجاري: أتاكاند) واللوسارتان (الاسم التجاري: كوزار).
حاصرات قنوات الكالسيوم: تعمل حاصرات قنوات الكالسيوم على توسيع الأوعية الدموية مما يسبب انخفاض ضغط الدم، ومن الأمثلة على ذلك
دواء ديلتيازيم (الاسم التجاري: كارديزيم، وديلاكور، وتيازاك). أما عن الآثار الجانبية لحاصرات قنوات الكالسيوم فهي قد تسبب الامساك،
وتورم الكاحلين، مع العلم أن فرص الإصابة بتلك الآثار الجانبية تزداد عند تناول عصير الجريب فروت، لذلك يفضل تجنبه خلال فترة العلاج بهذا النوع
من الأدوية.
مدرات البول: تطرد مدرات البول كلا من الماء والملح الزائد في الجسم، وهي معروفة باسم حبوب الماء (بالإنجليزية: Water Pills)
وتستخدم مدرات البول كبديل عن حاصرات قنوات الكالسيوم إذا تسببت في آثار جانبية مزعجة للمريض، ومثال على مدرات البول دواء يسمى
إنداباميد (الاسم التجاري: لوزول). أما عن الآثار الجانبية لمدرات البول فهي الذهاب المتكرر للتبول.
حاصرات بيتا: ينبض القلب ببطء وبقوة أقل من المعتاد عند تناول حاصرات بيتا مما يسبب انخفاض ضغط الدم،
ولكن يلجأ الطبيب لاستخدامها عند فشل طرق العلاج الأخرى نظراً لأنها أقل فعالية من الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم،
وأمثلة على حاصرات بيتا دواء أتينولول (الاسم التجاري: تينورمين). أما عن الآثار الجانبية المحتملة فهي الصداع، والدوخة، وبرودة اليدين والقدمين.
حاصرات ألفا: تعمل حاصرات ألفا على وقف الإشارات العصبية المتجهة نحو الأوعية الدموية لتضييقها مما يعطي الدم مساحة أكبر للحركة
وبذلك ينخفض ضغط الدم، وأمثلة على حاصرات بيتا دواء دوكسازوسين (الاسم التجاري: كاردورا).
مثبطات الرينين المباشرة: تمنع مثبطات الرينين المباشرة إنزيم الرينين من إثارة ردود أفعال قبل إنتاج هرمون أنجيوتنسين 2،
ومثال على ذلك دواء اليسكيرين (الاسم التجاري: تكترنا).
ناهضات المركزية: تمنع المخ من إرسال أي إشارات لتضييق الأوعية الدموية أو زيادة معدل ضربات القلب، وأمثلة على ذلك دواء كلونيدين
(الاسم التجاري: كاتابريس)، تستخدم ناهضات المركزية في علاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل نظراً لأنها لا تسبب أي ضرر للأم والجنين.
موسعات الأوعية: ترخي العضلات في جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تدفق الدم بسهولة وخفض ضغط الدم،
وأمثلة على ذلك دواء هيدرالازين (الاسم التجاري: إبريسولين).
قد يجمع الطبيب بين أكثر من دواء من الأدوية السابقة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا كان ارتفاع ضغط الدم من النوع الثانوي أو المقاوم.
اتباع نمط حياة صحي
يلجأ بعض المصابين بضغط الدم إلى اتخاذ وسائل طبيعية لخفض ضغط الدم بدون أدوية، حيث إن هذه الوسيلة ليست ناجحةً دائماً،
إلا أنها من الأمور المهمة جداً في شفاء ارتفاع الضغط، أو السيطرة عليه.
خفض كمية الملح المضافة يومياً لكل الأطعمة والمشروبات بحيث لا تزيد عن 2300 ملغ، بما يعادل ملعقة صغيرة من الملح،
ويمكن تحقيق ذلك عن طريق الآتي:
تجنب إضافة الملح إلى الأطعمة واستبداله بالتوابل والأعشاب الطبيعية.
الاهتمام بقراءة مكونات كل المنتجات أثناء التسوق، ستلاحظ أن نسبة الصوديوم مكتوبة على الملصقات فعليك قراءتها بعناية
وحساب كمية الملح المستهلكة يومياً حتى لا تزيد عن النسبة المسموح بها.
اتباع نظام غذائي يعتمد على الأسماك، والحبوب الكاملة، والدواجن، والمكسرات وتجنب اللحوم عالية الدسم، والسكريات قدر الإمكان.
تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم نظراً لأنه يساعد الجسم في التخلص من الصوديوم، مثل الموز، والأفوكادو، والفواكه المجففة، والتونة،
والفاصوليا، والفول.
تناول الشوكولاتة الداكنة بكميات صغيرة نظراً لاحتوائها على الفلافونويد، وهي مركبات نباتية تعمل على تمدد الأوعية الدموية.
تناول المكملات الغذائية الطبيعية لقدرتها على خفض ضغط الدم مثل: زيت السمك، والكركديه، ومستخلص الثوم القديم.
ممارسة التمارين الرياضية وأهمها المشي لمدة 30 دقيقة يومياً، حيث إن الرياضة تجعل قلبك أقوى وأكثر كفاءة في ضخ الدم،
وبذلك ينخفض ضغط الدم.
الحفاظ على الوزن الصحي الذي يتناسب مع الطول والعمر.
تجنب المشروبات الكحولية نهائياً.
الابتعاد عن القلق والتوتر قدر الإمكان.
الإقلاع عن التدخين فهو يسبب ارتفاع طفيف في ضغط الدم أثناء ممارسته، لكن الخطر الأكبر هو أنه مسبب رئيسي لأمراض القلب.
إذا كنت مريض بارتفاع ضغط الدم كل ما عليك فعله هو الالتزام بزيارة الطبيب في المواعيد التي حددها، وتناول الأدوية في موعدها،
مع قياس ضغط الدم بشكل دوري، وتذكر أن العلاج الرئيسي لهذا المرض هو اتباع أسلوب حياة صحي، وبذلك لن تحمي نفسك من مضاعفات هذا المرض
فحسب، بل ستتمكن من وقاية جسمك من جميع الأمراض.
المصادر والمراجع:
1,2,3,4
إقرأ المزيد:
أعراض إنخفاض ضغط الدم وطرق علاجه.
إرتفاع ضغط الدم أعراضه وأسبابه وطرق علاجه.
عدم انتظام ضربات القلب الأعراض والأسباب والعلاج.
الربو القلبي ما هو وما هي أعراضه.
الوسوم
ضغط الدم
4 تعليقات