الصحة النفسية

الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين:

ماهو الاكتئاب؟

هو حالة نفسية سلبية مصحوبًا بانخفاض احترام الذات وفقدان المتعة أو فتور الهمة. قد يكون هذا رد فعل لأحداث معينة في حياة الطفل،

أو أحد أعراض علم الأمراض فسيولوجية، أو أحد الآثار الجانبية للأدوية، أو اضطراب نفسي. يشبه الاكتئاب في مرحلة الطفولة والمراهقة اضطراب الاكتئاب الشديد لدى البالغين،

قد يعاني الأطفال والمراهقون زيادة في التهيج أو السلوك العدواني والتدمير الذاتي. إن الأطفال الذين يتعرضون للإجهاد والقلق أو الذين يعانون من اضطرابات الانتباه،

أو صعوبات التعلم، أو المشكلات السلوكية هم أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب. وكثيرا ما يرتبط اكتئاب لدى الأطفال والمراهقين باضطرابات عقلية أخرى

مثل اضطرابات القلق أو اضطرابات السلوك.وقد طور علماء النفس علاجات مختلفة لمساعدة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الاكتئاب،

على الرغم من شرعية تشخيص اكتئاب الطفولة كاضطراب نفسي، وفعالية طرق وعلاجات التقييم المختلفة٬ تبقى مثيرة للجدل.

نسبة انتشار مرض الاكتئاب عند الأطفال أقل منها عند الكبار حيث إنه يصيب الصغار بنسبة 1 – 2٪ ولكن عند المراهقين بنسبة 2 – 5٪.

ويصاب به الذكور أكثر من الإناث قبل سن البلوغ. ولكن بعد البلوغ نسبة إصابة البنات أكثر.

ومن النادر أن نجد مظاهر اكتئاب للأطفال في الفئة العمرية 6-12 سنة تختلف عن تلك التي تظهر عند الكبار،

وإن كانت المجالات الطبية النفسية حتى سنوات قريبة لا تعترف بوجود اكتئاب عند الأطفال، وكان الاعتقاد أن الأطفال لا يصابون بالاكتئاب.

ولقد اتضح أن الأطفال يعيشون أعراض الاكتئاب، حتى وإن كانت تبدو هذه الأعراض لدقائق، فإن غض الطرف عنها،

يؤدي إلى ظهور اعتلالات في الصحة النفسية مستقبلا.

توضح نتائج الدراسات ان الاكتئاب لدى الاطفال الذكور في مرحلة الطفولة اشد منه لدى الإناث في هذه المرحلة٬

واتضح ان الفرق بين متوسط البنات ومتوسط الذكور في الاكتئاب فرق دال احصائيا عند مستوى 0,05.

وترجع هذه الفروق التي تظهر في مرحلة مبكرة انما يرجع ذلك إلى طبيعة الإناث وقدرتهن على التعبير عن مشاهرهن عند الشعور

والإحساس بمشاعر انفعالية غاضبة وطارئة بشكل مباشر٬ والذي يكون بالبكاء عادة ويقابل ذلك عدم قدرة الذكور عن التعبير بمشاعرهم.

الأسباب:

أسبابه ليست مفهومة جيداً٬ ولكن يرتبط الاكتئاب بوجود خلل في المواد الكيميائية 
في الدماغ التي تؤثر على المزاج٬ والأشياء التي قد تسبب هذه المواد الكيميائية للخروج من التوازن هي:

  • الأحداث المجهدة٬ مثل تغيير المدارس التي يمر بها الطفل٬ الطلاق٬ أو وجود حالة وفاة في الأسرة.

  • الأدوية٬ مثل المنشطات أو المخدرات لتخفيف الألم.

  • الأمراض الجسمية المزمنة والحوادث التي تسبب 
    الاعاقات الشديدة
    والتشوهات.

  • عدم تشجيع الطفل على التنفيس عما بداخله أو التعبير عن نفسه فيلجأ الطفل للصمت 
    والخذلان ومن ثم الاكتئاب نتيجة الشعور بالعجز عن فهم الأخرين والتعامل مع المشكلات.

  • أسباب جسمية مثل اختلال في 
    الهرمونات و فقر الدم وعدم انتظام السكر في الدم.

الأعراض:

أعراضه منها أعراض لها علاقة بالمزاج٬ والسلوك٬ والتفكير أو أعراض جنسية

  • الإحساس بالحزن والكآبة معظم الوقت ٬ وعند الأطفال قد يستبدل هذا بوجود التهيج ونقصد بالمزاج المتهيج، الطفل سريع البكاء، سريع الغضب وينفعل بسهولة.

  • فقدان الاستمتاع بأي شيء (ألعاب٬ نشاطات٬ رحلات) ٬ ولإحساس بالضجر وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.

  • الشعور بالذنب وعدم القيمة.

  • فقدان الأمل والرغبة في الموت.

  • صعوبة في التركيز

  • تعب سريع وفقدان القوة والنشاط.

  • البطء الحركي

  • نقص أو زيادة في الوزن .

  • أرق أو زيادة في النوم.

  • شعور ببعض الأعراض مثل صداع٬ ومغص

وهناك بعض الأمراض أو الاضطرابات النفسية المصاحبة لاضطراب الاكتئاب عند الأطفال٬ 50٪ من الأطفال المراهقين المصابين بالاكتئاب لديهم اضطراب قلق. ومن اضطرابات القلق قلق الانفصال٬ القلق العام٬ الوسواس القهري.

 

أشكال الاكتئاب عند الأطفال:

• الحاد: وتظهر فيه تلك الأعراض مفاجئ بشكل ونتيجة حصول مشكلة معينة كفقدان شخص عزيز.

• المزمن: وتظهر فيه بعض تلك الأعراض الطفل ويكون معروفا عنه قبل تلك الأعراض التباطؤ الحركي ولا يسبق ما الأعراض حادثة ويرجع السبب في الطفل نفسه أو تكون حالة وراثية.

• المقنع: ولا تظهر فيه الاعراض المعروفة للاكتئاب بل تظهر علامات أخرى مثل كثرة الحركة والعبث بالأشياء التي تظهر أمامه وتكسيرها دون قصد وأفعال تدل على ميول عدوانية.

 

تشخيص الاكتئاب لدى الأطفال:

ستخدم في تشخيص الاكتئاب لدى الاطفال نفس المحاكات التي تستخدم في تشخيصه لدى الراشدين على الرغم من التباين في تجليات بعض اعراض الاكتئاب بين الاطفال والراشدين، وتتضمن الخصائص الرئيسية للاكتئاب : الحزن الشديد والمتصل، فقدان الاهتمام بالأنشطة، مشكلات النوم , (اما الافراط في النوم أو الافراط واليقظة وعدم النوم ) , البطء الحركي العام أو الخمول البدني التام، في بعض الحالات التهيج الحركي وعدم الاستقرار الحركي، فقدان الحيوية والطاقة، التفكير والانشغال التام بقضايا الموت أو الوفاة، سيطرة مشاعر النقص وانعدام القيمة واللوم الشديد والمبالغ فيه للذات (جلد الذات ) , صعوبة في التفكير وفي التركيز وفي اتخاذ القرار، ومن الاعراض الشائعة للاكتئاب بين الاطفال المشكلات البدنية الخاصة بصورة محددة بوزن الجسم وصورة الجسد -صورة الجسد , ويوجد عرضيي اضافيين يميزان وجود الاكتئاب لدى الاطفال والمراهقين هما : التوتر الحركي العام وعدم الارتياح، والشكاوى الجسدية أو البدنية (مثل آلام المعدة , الصداع ) , وليس من الضروري ان يعاني الطفل أو المراهق أو الراشد من كل الاعراض السابقة ليسقط عليه وصف المكتئب، اذ ان المحك العام لتشخيص الاكتئاب يفيد ضرورة وجود على الاقل خمسة اعراض من الاعراض السابقة معظم الوقت لمدة اسبوعيين متتاليين أو أكثر على ان يكون من بين هذه الاعراض الخمسة الحزن الشديد أو فقدان الاهتمام.

الوقاية من الاكتئاب:

لا توجد وسيلة مضمونة لمنع الاكتئاب، وذلك لأنه مرض تتداخل فيه عدة عوامل بيولوجية وسلوكية، ولكن هناك خطوات يمكن من خلالها تقليل احتماليته، والمساعدة في تشخيصه والتعامل معه في مراحله الأولية، منها:

  • ممارسة الرياضة والتمتع بالنشاط.

  • المحافظة على شبكة اجتماعية داعمة من الأصدقاء والعائلة، وخاصة في أوقات الأزمات.

  • معرفة معلومات كافية وموثوقة عن الاكتئاب وخاصة إذا كنت من الفئة المعرضة له.

  • حاول التعامل مع الضغط وتقليله.

 

العلاج:

  • ترفيه الطفل واشراكه في جماعات اللعب والرحلات وعدم تركه فريسة للأحزان.

  • تعويد الطفل على التفاؤل والبعد عن الندم والتشاؤم وعدم التركيز على سلبيات الطفل ونقاط ضعفه.

  • تشجيع الطفل على التعبير عن ذاته وتنفيس ما به من آلام ومناقشته في تلك الافكار التي يراها وتسبب له هذا الاكتئاب.

  • العلاج الدوائي فقد ثبت صلاحية هذا العلاج في حالات كثيرة في الاطفال شرط ان يحال دون وجود نفس الظروف المحبطة والمؤلمة للطفل.

  • العلاج الجماعي بحيث يشرك الاخوة و الاخوات والوالدين في علاج المشكلة.

  • تحدثي مع طفلك إذا لاحظت عليه مجموعة من أعراض الاكتئاب، وشجعيه دائما على أن يتحدث عما يشعر به وما يضايقه أو يحبطه. وإذا شعرت أن اكتئاب طفلك يزداد، فيمكنك البدء فورا في الاستعانة بطبيب متخصص لكي يعالج طفلك من الاكتئاب.

  • يجب عليك أن تتحدثي مع طبيب العائلة لتتأكدي ما إذا كان هناك سبب جسماني أم لا لشعور طفلك بالتعب والإرهاق والآلام في جسمه وشعوره أيضا بتقلبات مزاجية متعددة. ومن المهم أيضا أن تسألي المعلمين في مدرسة طفلك ما إذا كانوا قد لاحظوا أي تغييرات في سلوكيات ومزاج طفلك. عندما تتحدثين مع معلم الطفل عن الصعوبات التي قد تواجهه، فإن هذا قد يغير من طريقة تعامل المعلم معه وهو الأمر الذي قد يعنى بالتالي أن ثقة الطفل بنفسه ستزداد داخل فصل المدرسة.

  • عليك ألا تضيقي الخناق على طفلك واتركيه يرتكب الأخطاء لأن حمايته بطريقة مبالغ فيها قد تتسبب في شعوره بعدم الثقة في قدراته.

  • حوالي أن تكتشفي السبب الذي يضايق طفلك وعندما تكتشفينه لا تقللي من السبب، لأن الأمر قد لا يكون مهما بالنسبة لك ولكنه يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للطفل.

  • يجب أن تتأكدي من الطبيب أن مزاج الطفل المكتئب ليس بسبب أي أعراض جانبية لأدوية أو أي مضاعفات

  • حددي لطفلك جدولا يلتزم من خلاله بموعد محدد لتناول الطعام والنوم لأن عدم الانتظام في مواعيد تناول الطعام والنوم قد يزيد من أعراض الاكتئاب عند الطفل. وعليك أيضا أن تشجعي طفلك على ممارسة الرياضة.

 

المصادر:

  1. 1. زكريا الشربيني (2016) المشكلات النفسية عند الأطفال)، القاهرة، نشر دار الفكر العربي.
  2. 2. محمد إبراهيم هبد، منى (2013) م، دراسة الاعراض الشائعة لاضطراب الاكتئاب لدى اطفال (مرحلة رياض الاطفال – المرحلة الابتدائية)، كلية رياض الاطفال، جامعة بور سعيد.
  3. 3. د. عبد المنعم الميلادي، مشاكل الاطفال النفسية والاجتماعية، 2014، مؤسسة شباب الجامعة.
  4. 4. واطسون، ستيوارت (الاكتئاب لدى الاطفال والمراهقين)، جامعة ميامي – أكسفورد، اوهايو)
أقرأ المزيد:

عشر نصائح ذهبية للرجل بعد الأربعين

أفضل الفيتامينات لعلاج حب الشباب

علاج جفاف اليدين في الشتاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى